من يربي وعينا؟ التربية النفسية في ظل التدفق الإعلامي

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من يربي وعينا؟ التربية النفسية في ظل التدفق الإعلامي, اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 11:29 مساءً

في عالمنا الرقمي المعاصر، أصبح تشكيل وعينا النفسي والاجتماعي مرتبطا بشكل متزايد بما نستهلكه من محتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي، وليس مقتصرا فقط على الأسرة أو المدرسة. التدفق الهائل للمعلومات من مختلف وسائل التواصل، مثل تيك توك، فيسبوك، إنستغرام، تويتر، ويوتيوب، يؤثر بعمق في طريقة فهمنا لأنفسنا وللبيئة التي نعيش فيها، ويُحدث ضغوطا متزايدة على الأسرة والمجتمع.

منصات الفيديوهات القصيرة، وعلى رأسها تيك توك، تقدم محتوى سريعا وسهل الاستهلاك، لكنه في الغالب يكون سطحيا ومبسّطا، مما يعزز انتشار مفهوم الإيجابية السامة. هذا المفهوم يدفع الأفراد إلى تقبل الحياة بشكل متفائل مفرط، حتى تجاه المواقف الصعبة، مع إنكار أو تقليل أهمية المشاعر السلبية. فمثلا، في تيك توك تكثر الفيديوهات التي تشجع على «التفاؤل الدائم» و«الابتسام رغم الألم»، بينما في فيسبوك وإنستغرام، تنشر صور «الحياة المثالية» التي يصعب على الكثيرين تحقيقها، مما يولد شعورا دائما بالمقارنة والنقص.

تنتشر هذه الرسائل أيضا في علاقاتنا الاجتماعية، بما في ذلك العلاقات الزوجية، حيث تُروج بعض المحتويات لفكرة إنكار المشاكل تحت شعار «الحفاظ على السعادة الزوجية بأي ثمن». وهذا مثال واحد فقط من نماذج متعددة لإيجابية سامة تظهر في مجالات مختلفة من حياتنا.

تشير دراسة بعنوان «Social Media Use and Adolescent Mental Health» نشرت عام 2022 في مجلة Journal of Adolescence إلى أن الاستخدام المكثف لمنصات التواصل الاجتماعي يرتبط بارتفاع مستويات القلق والاكتئاب بين الشباب، بسبب ضغط المقارنات الاجتماعية والسعي وراء صورة «مثالية» لا تعكس الواقع. أما دراسة جامعة هارفارد المعنونة «Digital Overload and Its Psychological Impact on Youth» التي صدرت عام 2023، فقد أكدت أن الانغماس في المحتوى الرقمي السطحي يقود إلى زيادة التوتر، حيث يختلط واقع الأفراد بمثالية غير واقعية تُفرض عليهم عبر الصور والمقاطع المنتشرة.

علاوة على ذلك، تتسبب الكمية الهائلة من المعلومات المتداولة في اختلال التوازن النفسي، حيث يجد الأفراد أنفسهم في حالة دائمة من التشتت الذهني، وعدم القدرة على التركيز، ما يؤثر على جودة حياتهم وعلاقاتهم الأسرية والاجتماعية. إذ أظهرت دراسة بعنوان «Social Media Multitasking and Cognitive Function» من جامعة ستانفورد عام 2021 أن التفاعل المستمر مع منصات التواصل الاجتماعي يرتبط بانخفاض القدرة على التركيز وزيادة معدلات القلق.

أخبار ذات صلة

0 تعليق