نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خطبةٌ تُغرق الجهل وتُنقذ الإنسان, اليوم الخميس 24 يوليو 2025 05:02 مساءً
في هذه الجمعة المباركة، لن يكون المنبر الديني مجرد منصة للكلمات المستعادة؛ بل ناظرة للفوائد، وسعة الأدوار، وتأثيراتها على حياة البشر، فتتحول خشباته إلى قارب نجاة وطوق ويد عون، تمتد من صميم الروح الدينية إلى أعماق السياسات والتنظيمات والتعاملات وإثبات القدرة الصحية لوطن عظيم، تجتمع فيه علوم الصحة وتطبيقاتها العصرية، فلا تكون الخطبة نداءً سرعان ما ينسى، ولا كُتيّبًا يهمل بعد الفرض، بل مشاعر وصوت ويد تحرص وتعمل ما لا تصنعه المنشورات والتقارير الصحفية.
وزارة الصحة السعودية هنا تلبس ثوب الوطن والمواطن معا، وتتجاوز حدود المرافق وتقتحم وجدان الناس بتفاعل ديني حياتي يحث على حفظ النفس، وعليه فقد اختارت شراكة غير تقليدية مع وزارة الشؤون الإسلامية، مُدركة أن الوقاية ليست علمًا طبيًا فحسب، بل ثقافة شعبية يومية تُغرس بذورها في أنفس البراعم والكبار، وتثمر الأهداف بوقوف الخطيب يوم الجمعة من ختام شهر محرم، يدنو فيها الخطيب من مشاعر الجموع، ويتحدث عن الطفل والغرير، الذي لا يجيد السباحة، لا كحالات إحصائية، بل كأرواح تنتظر من يدعمها وينتشلها قبل بلوغ حسرات الغرق.
فلسفة صحة مستدامة من خارج الصندوق، أتت نتيجة تقرير حكومي شفاف، ومدعمة بإشادة منظمة الصحة العالمية على أن الجهود الصحية السعودية تمكنت من خفض معدلات الغرق 17% من الأرواح، وتوفير ما قيمته 800 مليون ريال، أكدت استحقاق السعودية لمكانتها الأولى عالميًا في السلامة المائية.
منتهى العمق الروحي، والتباري في السلامة، وانقاذ الأرواح، حين يرتدي الواقف على المنبر رداء النجاة، ويخاطب من لبسوا حيطة إيمانهم.
المؤمن سيصغى للخطبة وسيجد في معانيها حياة ابنه، وقريبه، والملهوف، ومعرفة كيفية مد يد العون لغريق وشيك.
وعي يتمثل في هذا حراك وطني، لا ليستعرض نقاط النجاح، بل ليذكّرنا بأن الحياة تحتاج لمن يعي ويدبر ويفهم أن الحياة الشعبية مرشحة لأوضاع أكثر أمنا وسلامة بوعينا، وأن الحماية ليست فقط بلغة الأرقام، ودون تجسيدها في ضحكة طفل لم يُسحب من السيل أو البحر، وفي قلب أمٍ لم يتكسر بين أمواج الغياب.
إن الوقاية من الغرق لا تبدأ عند ضفة الماء، بل عند ضفة الوعي؛ حين يتقاطع القول مع الفعل، ويتلاقى الصوت مع المسؤولية، وتنقلب الخُطب إلى أفعال عقلانية وتحمل للمسؤولية.
نعم، لقد آن لهذا المنبر أن يكون خشبة نجاة، وامتزاج مع حياة الإنسان وترقية مفاهيمه؛ وأن يصبح مرآة لوطنٍ قرّر أن يصنع من «جمعةٍ واحدة» حياةً طويلة، ومن خطيب المنبر صدىً لضميرٍ جماعي لا يغيب.
النجاح هنا يحسب لجهتين حكوميتين عرفتا الطريق القويم لتفادي ما يمكن تفاديه بتأدية الواجب، وبأروح بريئة كتب لها أن تحتاط.
0 تعليق