نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما أهمية اللغة؟ وما أهمية الحرف الذي تكتب به؟, اليوم الأحد 28 ديسمبر 2025 12:30 صباحاً
أكد سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان في كلمته الافتتاحية لمركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي بالمدينة المنورة (على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم)، أن إطلاق هذا المركز من «أرض النور والعلوم» قد جاء ليمثل منصة عالمية للخط العربي بوصفه أحد مكونات الثقافة العريقة، وأوضح أن المركز يهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية للمملكة وتوسيع حضور الخط العربي عالميا، من خلال برامج متخصصة ومسارات تعليمية وبحثية، تشمل متحفا دائما، وبرامج تعليم الخط، ومنحا للدراسات، ومعارض متنقلة، إلى جانب جمعية دولية للخط العربي، وحاضنة أعمال تعنى بتنمية المواهب.
ويأتي تدشين مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي تأكيدا للعناية التي توليها المملكة للثقافة والفنون، انطلاقا من المكانة التاريخية للمدينة المنورة، بوصفها مهدا للخط العربي، وذاكرة حضارية ارتبطت بكتابة المصحف الشريف، وتدوين العلوم الإسلامية، كما يشكل الخط العربي فنا عريقا يجسد موروثا وتاريخا ممتدا بما يمتلكه من جماليات في هندسته وأشكاله، إذ هو أحد تجليات الإبداع الثقافي للحضارة العربية المسلمة.
ما سبق ليس لي الفضل في كتابته، وقد نقلته بتصرف طفيف، كما إني أقر بمضمونه كاملا، وأؤمن بأن ما سبق يعكس إرادة عليا تؤمن إيمانا صادقا بأهمية اللغة العربية وقيمتها الحضارية، وأهمية الحرف والأسلوب الذي تكتب به، والذي نعبر عنه باسم «الخط العربي»، يقودها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله، الذي ما فتئ يرسل الإشارة تلو الإشارة، مؤكدا على قيمة اللغة العربية في التكوين البنائي لأي مشروع أصيل، وما نراه من اهتمام رسمي بالمنجز التاريخي ليس إلا دليلا على ذلك، فالتاريخ بكل شواهده المادية وغير المادية يحكي في مضمونه ودلالته مروية عربية أصيلة نحن امتداد لها.
إذن هي اللغة التي ألفنا القول بأنها هوية، وهي وجود، ولذلك تحرص كل الأمم الحية على الحفاظ على لغتها وحمايتها من الاندثار بتعزيز وجودها حياتيا وعلميا، فترى الصيني والياباني والكوري والروسي والفرنسي والإسباني والإيطالي وكل شعوب الأرض الحية، تعمل على فرض لغتها حال الحوار البيني، وتعزيز وجودها في مختلف إطارات الحياة، حتى لا يشعر المتحدث بها بعجز وضعف أمام الآخر. وهو ما تدركه القيادة السعودية وتعمل على تعزيزه بمختلف الإطارات، لكن هل يعمل الجميع وفق هذه الرؤية؟
في هذا السياق أستذكر بعض تلك النماذج التي تتشدق باعوجاج ألسنتها حين الحديث إلى محيط عربي صرف، وأستغرب من مؤتمر على أرض عربية يتحدث فيه العربي بغير لغته، ويقدم عرضه على الشاشة بغير حرفه؛ حقا هو استلاب حضاري وليس تقدما، وهو مؤشر ضعف وليس قوة، وكم أرجو أن يطلع أولئك على عمق تاريخنا الحضاري، فنحن لسنا مسخا بين الشعوب، بل أمة حضارية تكتنز بقيم أصيلة، هي التي تنطلق منها قيادتنا في مختلف مشاريعها الثقافية، ويبقى فقط أن يتماس معها الآخرون أيا كان موضعهم.
















0 تعليق