جددت إيران رفضها التخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم، مؤكدة تمسكها بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وسط ضغوط غربية متزايدة وتهديدات بإعادة فرض العقوبات الدولية. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، أمس الثلاثاء، إن إعادة تفعيل آلية «الزناد» لفرض العقوبات لن تؤدي سوى إلى تعقيد الوضع المتعلق بالملف النووي، مشدداً على أن طهران ستعبر عن موقفها الرافض لتلك الآلية خلال اجتماع مرتقب مع الترويكا الأوروبية، يوم الجمعة المقبل في إسطنبول. في الأثناء طالبت منظمة العفو الدولية بتحقيق دولي في غارات إسرائيلية على سجن إيفين بطهران، معتبرة إياها قد تكون «جريمة حرب».
وتأتي هذه التصريحات قبل أسابيع من انتهاء المهلة التي حددتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإحراز تقدم في المفاوضات النووية بحلول نهاية أغسطس، مهددة بإعادة فرض العقوبات التي رُفعت عام 2015. وقال غريب آبادي إن الدول الأوروبية «تفتقر إلى الأساس القانوني» لتفعيل تلك الآلية، متهماً إياها بعدم الالتزام ببنود الاتفاق النووي.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، أن بلاده لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمنشآت النووية خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل. ووصف البرنامج النووي بأنه «مسألة كرامة وطنية».
وأضاف عراقجي أن الأضرار الناتجة عن الضربات الأمريكية والإسرائيلية في الحرب«كبيرة ويجري تقييمها بشكل موسع»، لكنه أكد في الوقت ذاته انفتاح طهران على التفاوض مع واشنطن بشرط رفع العقوبات واحترام حق إيران في التكنولوجيا النووية، نافياً وجود نية لعقد مفاوضات مباشرة «في الوقت الراهن».
بدوره، أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، يعقوب رضا زاده، أن مفاوضات نووية جديدة مع روسيا جرى التخطيط لها، وأن اجتماعاً آخر سيُعقد يوم الجمعة مع ممثلي الترويكا الأوروبية في إسطنبول.
وأضاف أن النواب شددوا خلال اجتماعهم مع وزير الخارجية ورئيس منظمة الطاقة الذرية على ضرورة أن تعكس المفاوضات القوة الدفاعية لإيران، بما في ذلك القدرات الصاروخية كأداة ضغط. من جهة أخرى، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، أمس، أن حصيلة قتلى الحرب ارتفعت إلى 1062 قتيلاً، بينهم 102 امرأة و38 طفلاً، بعدما كانت الحصيلة السابقة تبلغ 935.
وفي تطور موازٍ، أفادت وسائل إعلام رسمية بأن استخبارات الحرس الثوري الإيراني أصدرت تحذيرات للمواطنين من محاولات تجنيد متزايدة تقوم بها أجهزة استخبارات «دول معادية»، في إشارة خاصة إلى جهاز الموساد الإسرائيلي.
إلى ذلك، دعت منظمة العفو الدولية إلى فتح تحقيق دولي بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية على سجن إيفين في طهران أواخر يونيو الماضي، معتبرة أنها قد ترقى إلى «جريمة حرب». وقالت المنظمة في بيان إن القصف استهدف منشأة مدنية بشكل مباشر وأسفر عن مقتل وجرح عشرات المدنيين، مستندة إلى صور أقمار صناعية وفيديوهات موثقة وشهادات شهود عيان، مشيرة إلى عدم وجود أي دليل على أن السجن كان هدفاً عسكرياً مشروعاً. (وكالات)
إيران تتمسك بالتخصيب وتلوّح بالرد على الضغوط الغربية

إيران تتمسك بالتخصيب وتلوّح بالرد على الضغوط الغربية
0 تعليق