كمبوديا تطلب عقد «اجتماع عاجل» لمجلس الأمن الدولي

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بنوم بنه-أ ف ب

طلب رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت الخميس من مجلس الأمن الدولي عقد «اجتماع عاجل» مع اندلاع اشتباكات مع تايلاند بسبب نزاع حدودي.

ووجّه مانيت رسالة إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عاصم افتخار أحمد جاء فيها «نظرا إلى الاعتداءات الخطرة التي شنتها تايلاند أخيرا والتي هددت بشكل خطر السلام والاستقرار في المنطقة، أطلب منكم عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لوقف عدوان تايلاند».

وأسفرت اشتباكات جديدة بين كمبوديا وتايلاند على حدودهما المتنازع عليها، عن مقتل مدني وإصابة ثلاثة آخرين على الأقل الخميس، وفق ما أعلنت بانكوك، في أخطر تصعيد عسكري بين البلدين منذ نحو 15 عاماً.

ضربات جوية

وأعلن الجيش التايلاندي أنه نفّذ الخميس ضربات جوية بطائرات من طراز إف-16 على هدفين عسكريين في كمبوديا. وكان الجيش اتّهم كمبوديا بإطلاق صاروخين من طراز «بي إم-21» تسببا وفقاً له في إصابة ثلاثة مدنيين في قرية حدودية في محافظة سورين في جنوب شرق البلاد. كذلك، أفاد مكتب رئيس الوزراء التايلاندي الخميس بمقتل مدني تايلاندي بقصف مدفعي كمبودي في محافظة سورين. وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء أن «قذيفة مدفعية كمبودية أصابت منزل مدني تايلاندي، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة طفل يبلغ خمس سنوات بجروح خطرة وإصابة اثنين آخرين».

وتبادلت القوات الكمبودية والتايلاندية إطلاق نار صباح الخميس حول معبدين قديمين يعود تاريخهما إلى فترة أنغكور (القرنين التاسع والخامس عشر)، في محافظة سورين التايلاندية ومقاطعة أودار مينتشي الكمبودية، وفق ما أفاد مصدر حكومي كمبودي وكالة فرانس برس. وتقاذفت وزارة الدفاع الكمبودية والجيش التايلاندي المسؤولية عن هذا الاشتباك الجديد، إذ اتّهم كلّ من الطرفين الطرف الآخر بأنّه من بدأ بإطلاق النار، في أحدث تصعيد في هذا الخلاف الطويل الأمد بين البلدين حول منطقة حدودية يتنازعان السيادة عليها. وقال الجيش التايلاندي في بيان إنه «قرابة الساعة 8,20 صباحاً (01,20 ت غ)، فتحت القوات الكمبودية النار باتجاه الجانب الشرقي لمعبد براسات تا موين ثوم، على مسافة نحو 200 متر من القاعدة التايلاندية». كما اتهمت تايلاند كمبوديا باستخدام مسيّرة فوق الموقع المتنازع عليه قرابة الساعة 07,35 (00,35 ت غ). وقال الجيش إن ستة جنود كمبوديين مسلحين مزودين بقاذفات قنابل يدوية، اقتربوا لاحقاً من سياج أسلاك شائكة، مضيفاً أن القوات التايلاندية نادت عليهم لتجنب حصول اشتباك.

انتهاك سلامة الأراضي

بدورها، قالت الناطقة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مالي سوتشيتا في بيان: إنّ «الجيش التايلاندي انتهك سلامة أراضي مملكة كمبوديا بشنّه هجوماً مسلّحاً على القوات الكمبودية المتمركزة للدفاع عن أراضيها السيادية».

وأضافت «ردّاً على ذلك، مارست القوات المسلحة الكمبودية حقّها المشروع في الدفاع عن النفس، بما يتوافق تماماً مع القانون الدولي، لصدّ التوغّل التايلاندي وحماية سيادة كمبوديا وسلامة أراضيها». وناشدت تايلاند رعاياها في كمبوديا بمغادرتها «في أقرب وقت ممكن».

اتهامات

وفي أيار/مايو تحوّل نزاع حدودي طويل الأمد في منطقة تعرف بالمثلّث الزمردي تتقاطع فيها حدود البلدين مع حدود لاوس، إلى مواجهة عسكرية قتل فيها جندي كمبودي. ومذاك، يتقاذف الطرفان الاتهامات ويتبادلان الردود الانتقامية وقد قيّدت تايلاند حركة العبور عبر الحدود، فيما علّقت كمبوديا بعض الواردات وخفض البلدان الممثلات الدبلوماسية. وقالت كمبوديا الخميس إنها خفضت العلاقات الدبلوماسية مع الدولة المجاورة لها إلى «أدنى مستوى». والأربعاء، طردت تايلاند السفير الكمبودي واستدعت مبعوثها إلى بنوم بنه بعدما فقد جندي تايلاندي ساقه في انفجار لغم أرضي على الحدود بين البلدين. وأشارت السلطات التايلاندية إلى أن تحقيقاً عسكرياً خلص إلى أن كمبوديا زرعت ألغاماً أرضية جديدة على الحدود. ورفضت كمبوديا تلك الاتهامات موضحة أن المناطق الحدودية ما زالت مليئة بألغام نشطة من «حروب ماضية»

خدمة عسكرية

وقال رئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة فومثام ويتشاياتشاي الخميس إن «الوضع يتطلب إدارة حذرة» و«تصرفاً يتناسب مع القانون الدولي». وأضاف «سنفعل كل ما يمكن لحماية سيادتنا». وأدت التوترات إلى تعليق كمبوديا استيراد بعض المنتجات التايلاندية، وتقييد تايلاند الحركة عند المعابر الحدودية. كما تسببت بشكل غير مباشر في تعليق مهام رئيسة الوزراء التايلاندية بايتونغتارن شيناواترا عقب فضيحة أثارتها تسريبات من الجانب الكمبودي لمكالمة هاتفية مع هون سين الذي حكم كمبوديا لنحو 40 عاماً. وتنتظر بايتونغارن المتهمة بارتكاب انتهاكات أخلاقية، قرار المحكمة الدستورية الذي قد يؤدي إلى إقالتها من منصبها. وعلى الجانب الكمبودي، أعلن رئيس الوزراء هون مانيت، نجل هون سين، فرض الخدمة العسكرية الإجبارية اعتباراً من العام 2026 لمدة 24 شهراً على جميع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً. وكانت آخر اشتباكات حدودية حول معبد برياه فيهيار بين عامَي 2008 و2011 وأسفرت عن مقتل 28 شخصاً على الأقل ونزوح عشرات الآلاف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق