وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنين متطرفين أقدموا على إحراق مسجد الحاجة حميدة في قرية دير استيا شمالي سلفيت، وكتبوا شعارات عنصرية على جدرانه، في جريمة كراهية منظمة.

وفي بلدة سنجل شمالي رام الله، شن المستوطنون هجوماً واسعاً تخللته مواجهات مع الأهالي، ما أدى إلى إصابة فلسطينيين اثنين بالرصاص. كما أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة في بلدة قريوت جنوبي نابلس بعد الاستيلاء على أراضٍ زراعية واسعة.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر محلية قولها إن هذه الاعتداءات تأتي ضمن تصاعد ممنهج في عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية، في ظل ما وصفته بـ"تساهل السلطات الإسرائيلية في كبحهم".

من جانبها، كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن "تعليمات من المستوى السياسي تعيق فرض القانون على المستوطنين"، محذّرة من أن استمرار هذا الانفلات "قد يؤدي إلى ارتكاب جرائم قتل بحق الفلسطينيين"، معتبرة أن "الأمر بات مسألة وقت فقط".

وأدان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الأربعاء، أعمال العنف التي نفذها مستوطنون قبل يوم، ووصفها بأنها "تجاوز خط أحمر"، داعياً سلطات الدولة إلى "التحرك بحزم لوقف هذه الظاهرة الخطيرة".

وجاءت تصريحات هرتسوغ بعد هجمات شنها عشرات المستوطنين المقنعين على قريتي بيت ليد ودير شرف قرب نابلس، حيث أحرقوا سيارات وممتلكات، وهاجموا جنوداً إسرائيليين حاولوا منعهم من مواصلة اعتداءاتهم.

وفي سياق متصل، عبّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن قلق بلاده من تصاعد عنف المستوطنين، محذراً من أن يمتد تأثيره إلى الجهود الأميركية الرامية لترسيخ وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال روبيو، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا، إن واشنطن "تتابع بقلق التطورات في الضفة الغربية"، مؤكداً أن بلاده "ستعمل على منع أي تصعيد قد يقوّض مسار التهدئة في غزة".