وتشير الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يراقب بقلق تحركات تركيا في سوريا، خصوصًا تزويد قوات الشرع بأسلحة خفيفة خلال العام الماضي، مع مخاوف من أن تتطور إلى منصات ثقيلة وأنظمة دفاع جوي مثل بطاريات الصواريخ الروسية S-400، مما قد يحد من حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في الشمال.

وأعرب الجيش الإسرائيلي عن دهشته من استقبال الرئيس السوري في البيت الأبيض، واصفًا هذه الخطوة بأنها غير مسبوقة بالنسبة لقائد منظمة كانت مصنفة إرهابية، ما أثار قلق المؤسسة العسكرية بشأن تأثير هذا التطور على استقرار المنطقة. وتقدر إسرائيل أن ميليشيات الشرع الحالية تعتمد على سيارات خفيفة ورشاشات وطائرات مسيرة، وأن أي تسليح إضافي قد يحولها إلى قوة أكثر فاعلية.

في الوقت ذاته، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف ما تبقى من الدبابات وناقلات الجند المدرعة السوفيتية القديمة التي تركها جيش الأسد، مؤكدًا أن الجيش الجديد للشرع لن يكون جيشًا تقليديًا عربيًا ثقيلاً، لكنه يشكل تهديدًا في حرب العصابات. ويشير التقرير إلى استمرار التوتر بين الدروز والبدو في جنوب سوريا، حيث قد تطلب إسرائيل تدخلًا جويًا لحماية الأقليات عند الضرورة.

على صعيد آخر، تتواصل أعمال الترميم والتحصين الإسرائيلية في جبل الشيخ على ارتفاع 2800 متر داخل الأراضي السورية استعدادًا للشتاء، بعد توغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة عقب انهيار النظام السابق. وتعد قمة جبل الشيخ موقعًا استراتيجيًا يتيح مراقبة واسعة للجولان السوري المحتل ومسارات تهريب الأسلحة إلى لبنان، وهو ما يثير تحذيرات قيادات الجيش الإسرائيلي من أي اتفاق قد يجبر تل أبيب على التنازل عنه، خصوصًا في ظل ضغوط محتملة من واشنطن بعد زيارة الشرع.

وتشير الصحيفة إلى أن إسرائيل قد تناقش الانسحاب من داخل الأراضي السورية مقابل اتفاق جديد يمنحها حرية التصرف ضد "التهديدات الإرهابية الناشئة"، لكن القرار النهائي بشأن جبل الشيخ قد يتشكل بالتنسيق بين واشنطن وأنقرة، مع مراقبة دقيقة لاحتمالات تسليح القوات السورية بأنظمة دفاع جوي ثقيلة قد تقيد حركة سلاح الجو الإسرائيلي في الشمال.