ياسر حمدي يكتب: الخيانة التي لن يغفرها التاريخ

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم تعد قضية السدّ الإثيوبي مجرد صراع مائي أو أزمة تفاوضية فحسب، بل أصبحت أيضًا عنوانًا لفضيحة كبرى جديدة من فضائح جماعة «الإخوان» الإرهابية، تكشف عن حجم الخيانة، واتساع شبكة المصالح، وعمق العلاقات السرية مع إسرائيل، وتغلغل رجال الجماعة في مشاريع إثيوبيا التنموية والإقتصادية، ومنها مشاريع مرتبطة بمياه النيل مباشرةً، وأبرزها مشروع سد النهضة.
ولأن في عالم السياسة لا يوجد أخطر من إستخدام «الخوف الوجودي» للشعوب كورقة لعب وضغط، وهذا بالضبط ما يفعله تنظيم الإخوان الإرهابي كل يوم في أبواقهم الإعلامية التي تبث من الخارج، وذبابهم الإلكتروني على منصات التواصل الإجتماعي حتى أصبح سلاحهم المفضل!
وفي قضية سد النهضة، يخرج علينا التنظيم الإرهابي في قنواتهم وابواقهم الإعلامية الممولة من الخارج ليصرخوا بأعلى صوت «نهر النيل في خطر»، والسيسي يفرّط في حق مصر، مستغلين قلق كل مصري على شريان حياته، لكن السياسة علمتنا أن ننظر دائمًا إلى ما تفعله الأيدي لا ما تردده الألسن.
وبينما كانت أبواقهم تصدح بالبكائيات، وتنوح على تعطيش المصريين وجفاف النيل! كانت أيديهم الملوثة تغرس خنجرًا مسمومًا في ظهر الوطن! وهذه ليست اتهامات مرسلة بل هي حقائق موثقة تكشف اللعبة القذرة التي يمارسها التنظيم الإرهابي ضد مصر والمصريين!
هذه المرة، لسنا أمام تحليل سياسي أو تكهنات، بل أمام مستندات رسمية صادرة لشركات إخوانية مطبوعة بالحبر البريطاني، وتحمل توقيع مدير إسرائيلي، وهي وثائق سرية صادرة عن سجل الشركات في بريطانيا، وتحمل أرقامًا وتواريخ وتوقيعات، وتفضح علاقة صادمة بين «الإخوان»، والإسرائيلي «يومتوف إليعازر جاكوب»، المدير التنفيذي لشركة تعمل في إثيوبيا بغطاء إخواني، بينما يديرها فعليًا ذلك الإسرائيلي المقيم في بريطانيا.
الأخوان تعاملوا في ملف سد النهضة بعقيدة «الغاية تبرر الوسيلة» حتى لو كانت الوسيلة هي إسرائيل! والغاية هي تعطيش مصر! فقد كشفت الوثائق الرسمية المنشورة مؤخرًا أن مهندس إستثمارات الإخوان في إفريقيا الإرهابي الهارب مدحت الحداد، أدار شبكة إستثمارات ضخمة للتنظيم في إثيوبيا!
هذه الإستثمارات التي تخدم بشكل مباشر الإقتصاد الإثيوبي في وقت هو في أمس الحاجة فيه للتمويل لمشاريعه وعلى رأسها السد الإثيوبي! وكانت تدار عبر واجهة في بريطانيا، والصدمة ليست هنا، بل في هوية المدير التنفيذي للشركة الإخوانية «يومتوف إليعازر جاكوب» رجل الأعمال الإسرائيلي.
التنظيم الإرهابي يتاجر بالقضية الفلسطينية، ويصرخ «خيبر خيبر يا يهود» ويضع أمواله في يد إسرائيلي لإدارة إستثمارات تدعم مشروعًا يهدد حياة 100 مليون مصري! هذا لم يكن مجرد نفاق، بل هو إنهيار كامل لأي مبدأ أو عقيدة سوى عقيدة مصلحة الإخوان فوق الوطن.
وما يزيد القصة فجاجة، أنّ هذه الشركات التي ينشط بعضها داخل إثيوبيا تحت لافتات تنموية وخيرية هي جزء من شبكة يديرها مدحت الحداد، الرجل الذي تقدّمه الجماعة بوصفه خبيرًا إقتصاديًا، بينما هو في الحقيقة مهندس الإستثمارات الإخوانية في إفريقيا، المسئول الأول عن توجيه أموال الجماعة إلى الداخل الإثيوبي منذ أكثر من ١٢ عامًا، في الوقت نفسه الذي كان يظهر فيه على شاشات «الإخوان» باكيًا متباكيًا على السدّ العالي وحق مصر في المياه!
والسؤال الآن: كيف دخلت إسرائيل عبر بوابة «الإخوان» إلى ملف السد الإثيوبي؟ وكيف انخرطت الجماعة في بناء السد والدعاية له بينما كانت تبكي على الشعب المصري بدموع التماسيح؟ ولماذا تظهر شركة «معهد هاي ميد الإسلامي المحدود» في قلب هذه الشبكة؟ وما دور الإسرائيلي «جاكوب» في إدارة أموال الإخوان في إثيوبيا؟
والإجابة على هذه الأسئلة تضمنتها الوثيقة التي حصلت عليها إحدى الموسسات الصحفية الكبرى، والتي نشرتها على صفحات جريدتها الورقية وموقعها الإلكتروني، ولم تأت «الوثيقة» من خصوم «الإخوان»، بل من السجل التجاري البريطاني «Companies House»، وهي الجهة الحكومية الأكثر موثوقية في أوروبا، والتي أكدت أن الشركة تسمى «معهد هاي ميد الإسلامي» ويديرها اليهودي إليعازر جاكوب!
الوثيقة تقول بالحرف: «شهادة تأسيس شركة خاصة محدودة- رقم الشركة 06946350- يشهد مسجل الشركات في إنجلترا وويلز أن (معهد هاي ميد الإسلامي المحدود) قد تم تأسيسه»، هذا هو «الملف الأصلي»، المؤرخ والمختوم والموثّق. وهكذا بدأت القصة: شركة إخوانية تُسجل في لندن تحت ستار «معهد إسلامي»، بينما نشاطها الحقيقي في أديس أبابا.
وإذا كانت فضيحة التمويل سريّة! فالخيانة السياسية كانت علنية وفجة! فالقيادي الإخواني حمدي سليمان لم يجد حرجًا في الظهور على شاشة التلفزيون الرسمي الإثيوبي، من قلب أديس أبابا ليعلنها بوضوح تام سد النهضة أفضل من السد العالي!
هذه الجملة ليست زلة لسان، بل هي تعبير دقيق عن رؤية التنظيم الإرهابي، فأي مشروع يضعف الدولة الوطنية المصرية هو مكسب لهم، حتى لو كان ثمنه تجويع وتعطيش الشعب المصري العظيم الذي وقف لهم بالمرصاد وكشف مخططاتهم القذرة وخرج عليهم في مظاهرات حاشدة وأسقطهم في 30 يونيو، لقد تحول تنظيم الإخوان من معارضة سياسية، وهو حق مشروع، إلى طابور خامس يعمل لصالح خصوم الوطن الإستراتيجيين.
والحقيقة يتمتع التنظيم الإرهابي بتاريخ من التواطؤ، فمن أرض الأحباش إلى قصر الاتحادية، فعلاقة الإخوان بإثيوبيا ليست وليدة اللحظة، فمنذ منتصف الثمانينيات والتنظيم يتغلغل في الأراضي الإثيوبية عبر جمعيات ومنظمات ظاهرها خيري، وباطنها سياسي، وعندما سرقوا السلطة في 2013 تحول هذا التغلغل إلى سياسة دولة.
لقد فتح الإخوان أبواب مصر على مصراعيها للمسؤولين الإثيوبيين في فترة حكهم البئيس، وخرج رئيس وزرائهم «إثيوبيا» آنذاك من قصر الاتحادية ليبشر شعبه بأن مصر باركت السد «سد النهضة»، وقدم التنظيم وقتها لإثيوبيا الغطاء السياسي التي كانت تحلم به، وأضعفوا الموقف المصري لعقود قادمة.
لكن الأهم: على المصريين أن يتأكدوا أن الوعي هو السلاح الأقوى في مواجهة تجار الأوطان.. وفي المرة القادمة التي تسمعوا فيها إخوانيًا يبكي ويتباكى على نهر النيل لا تسألوه عن رأيه في السد، بل إسألوا هذا الخائن ماذا كانت تفعل أموالكم في يد «إليعازر جاكوب»؟! ولماذا كان سدكم (سد النهضة) أفضل من السد العالي؟!.. حفظ الله مصر أرضًا وشعبًا وجيشًا وقيادة.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق