في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتعلو فيه ضوضاء المحتوى السريع، تبقى تلاوة القرآن الكريم صوتًا استثنائيًا، قادرًا على اختراق القلوب قبل الآذان، وعلى إعادة التوازن للروح وسط صخب الحياة. 

المشاريع الإعلامية والدعوية التي تعيد الاعتبار لفن التلاوة المصرية

ومن رحم هذا المعنى العميق، يولد برنامج «دولة التلاوة» كأحد أبرز المشاريع الإعلامية والدعوية التي تعيد الاعتبار لفن التلاوة المصرية، ذلك الفن الذي شكّل وجدان الأمة، وخرج من بين حناجر شيوخه عمالقة نقشوا أسماءهم في ذاكرة الزمن.

«دولة التلاوة» ليس مجرد مسابقة، بل رسالة ممتدة، وجسر يصل الماضي بالحاضر، ويمنح المستقبل فرصة لأن يولد على أسس راسخة من الإتقان والوعي والجمال. برنامج يحمل على عاتقه مسؤولية ثقيلة، تتمثل في اكتشاف الأصوات القرآنية الواعدة، وصقلها علميًا وصوتيًا، في إطار يجمع بين روح المنافسة الشريفة وهيبة المقام القرآني.
وتتجلى خصوصية البرنامج في كونه ثمرة تعاون مؤسسي بين وزارة الأوقاف المصرية والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ليخرج في صورة عمل متكامل، يجمع بين الرسالة الدينية الهادفة والمعالجة الإعلامية الاحترافية. ويُعرض البرنامج عبر عدد من القنوات والمنصات الكبرى، ليصل إلى مختلف شرائح المجتمع داخل مصر وخارجها، مؤكدًا أن التلاوة علم، وفن، وهوية.

جرعة استثنائية من الخبرة والإلهام

وفي واحدة من أبرز محطاته، تستقبل الحلقة الثالثة عشرة ضيفًا من عمالقة هذا الفن، القارئ الدكتور أحمد نعينع، شيخ عموم المقارئ المصرية، في حضور يضيف للحلقة ثِقَلًا علميًا وروحيًا، ويمنح المتسابقين جرعة استثنائية من الخبرة والإلهام. حضور نعينع لا يُختزل في كونه ضيف شرف، بل يمثل امتدادًا لسلسلة ذهبية من القراء الذين حملوا راية التلاوة المصرية عبر العقود.
البرنامج، الذي شهد إقبالًا غير مسبوق، استقبل أكثر من 14 ألف متسابق من مختلف محافظات الجمهورية، خضعوا لمراحل تصفية دقيقة وصارمة، انتهت باختيار نخبة متميزة من أفضل 32 موهبة قرآنية، تنافسوا في الحلقات النهائية تحت إشراف لجنة علمية رفيعة المستوى.
وتضم لجنة التحكيم كوكبة من كبار العلماء والمتخصصين في علوم القرآن والمقامات الصوتية، ما يمنح المسابقة مصداقية عالية، ويضمن تقييمًا دقيقًا يجمع بين العلم والأداء والخشوع. كما يشارك في البرنامج عدد من ضيوف الشرف من كبار رموز المؤسسة الدينية والقراء من داخل مصر وخارجها، في صورة تؤكد عالمية الرسالة التي يحملها «دولة التلاوة».
ولا تتوقف أهمية البرنامج عند حدود المنافسة، بل تمتد إلى التكريم الحقيقي للفائزين، عبر جوائز مالية ضخمة، وفرص نادرة لتسجيل المصحف الشريف، والتشرف بإمامة المصلين في أعرق المساجد، ليصبح الحلم القرآني واقعًا ملموسًا، تصنعه الموهبة ويحتضنه الوطن.
النص المعاد صياغته بالكامل
حل القارئ الكبير الدكتور أحمد نعينع، شيخ عموم المقارئ المصرية، ضيف شرف على الحلقة الثالثة عشرة من برنامج «دولة التلاوة»، الذي يُعد واحدًا من أهم المشاريع الإعلامية الهادفة لاكتشاف ودعم المواهب القرآنية الشابة في مجالي الترتيل والتجويد. ويُعرض البرنامج عبر قنوات الحياة وCBC والناس، إلى جانب منصة «Watch It»، يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.
ويأتي «دولة التلاوة» في إطار تعاون مشترك بين وزارة الأوقاف المصرية والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بهدف إعادة إحياء مدرسة التلاوة المصرية الأصيلة، ومنح الفرصة لأصوات واعدة من مختلف أنحاء الجمهورية للظهور في إطار احترافي يجمع بين الالتزام العلمي والتميز الصوتي.
وشهدت اختبارات البرنامج مشاركة أكثر من 14 ألف متسابق، خضعوا لمراحل تقييم دقيقة، انتهت باختيار 32 متسابقًا فقط للتأهل إلى العروض النهائية. وتُشرف على التقييم لجنة تحكيم تضم نخبة من كبار العلماء والمتخصصين، من بينهم الشيخ حسن عبد النبي، وكيل لجنة مراجعة المصحف بالأزهر الشريف، والدكتور طه عبد الوهاب خبير الأصوات والمقامات، والداعية الإسلامي مصطفى حسني، والقارئ الشيخ طه النعماني.
كما يستضيف البرنامج عددًا من رموز الفكر الديني وقراء العالم الإسلامي، في مقدمتهم وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، ومفتي الجمهورية الدكتور نظير محمد عياد، والدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إلى جانب نخبة من القراء المصريين والعرب والدوليين.
وتصل القيمة الإجمالية لجوائز المسابقة إلى 3.5 مليون جنيه، حيث يحصل الفائزان بالمركز الأول في فرعي الترتيل والتجويد على مليون جنيه لكل منهما، فضلًا عن تسجيل المصحف الشريف كاملًا بصوتيهما وإذاعته على قناة «مصر قرآن كريم»، إلى جانب تشريفهما بإمامة صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين خلال شهر رمضان المقبل.

ويقدّم البرنامج الإعلامية آية عبد الرحمن، ويُعد «دولة التلاوة» تجربة رائدة تعكس ريادة مصر التاريخية في خدمة القرآن الكريم، وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، وبناء جيل جديد من قراء القرآن على أسس علمية وفنية راسخة.