قبل أن تظهر أشعة الشمس وتطل نسائم النهار والجميع يلزمون منازلهم تخرج السيدات اللواتي يحملن البيوت على أكتافهن للعمل في المهن والحرف المختلفة من أجل مواجهة الظروف المعيشية الصعبة ومساندة أزواجهن.
على ملامحهن تبدو المعاناة واضحة بسبب كثرة المشقة والتعب اللذين يتعرضن لهما بينما يحاولن التأقلم مع الوضع قدر استطاعتهن لكنهن يؤكدن أن استمرار هذا الحال أصبح يشكل عبئًا كبيرًا ويحتاج إلى تدخل من أجل حياة أفضل.

تقول جميلة عبده عبدالفتاح، صاحبة 52 عامًا لــ " موقع تحيا مصر " الحياة الصعبة هي اللي أجبرتنا على الشغل ده… بقالنا 30 سنة بنصيد بإيدينا. بنتعرض لدغات ثعابين والحنيش والمياه بتاكل جلدنا، جسمنا داب من المياه، بس لازم نشتغل علشان ولادنا ."

وتضيف سعيدة عبد العليم "أعمل في تصليح الأجهزة الكهربائية منذ 15 عامًا وبدأت ممارسة المهنة داخل المنزل منذ 28 سنة. واجهت صعوبات كثيرة لكن الاعتماد على النفس كان دائمًا سر الاستمرار."

أما إسلام عبد الكريم فتقول "عندي ولدين ومصاريفهم كتير وجوزي مسافر في الخارج ولازم أساعده في المعيشة وربنا يبقى بيحبنا لو طلعت كذا يومية في اليوم الواحد اليومية الواحدة بـ100 جنيه ومش بتكفي أي حاجة بس ملناش غير ربنا والحمد لله على كل حال."
تعد البطالة وقلة فرص العمل السبب الرئيسي لاتجاه الكثير من أبناء القرى للعمل في الأراضي الزراعية والصيد والمهن غير المنتظمة والتي لا يتوفر منها سوى القليل من المال ولم يقتصر الأمر على الرجال فقط بل دفع السيدات أيضًا للعمل فيها حتى لا يحتاج أي منهم إلى مد يده أو اللجوء لطرق غير مشروعة.

تؤثر هذه المشكلة بشكل كبير على آدمية الأهالي وخاصة السيدات اللواتي يخرجن بعد الفجر ويقفن بجوار الشباب والرجال فيظهرن بشكل غير لائق، ويتمثل ذلك في انحناء ظهورهن والاختلاط بشكل كبير مع الشباب.
وأكد مصدر مسؤول في وزارة العمل أن الدولة تقدم للعمالة غير المنتظمة دعمًا وحماية من خلال منح مالية دورية ومساعدات في الأزمات، وتعمل على إنشاء صندوق لحماية وتشغيل العمالة غير المنتظمة يهدف إلى توفير خدمات اجتماعية وصحية.

عقود طويلة المدى 
 

ويقترح البعض إنشاء مشروعات جديدة تهدف إلى توظيف تلك الفئة مع إنشاء عقود طويلة المدى تضمن لهم الاستقرار دون مخاوف بالإضافة إلى عمل معاش شهري للسيدات بدلًا من خروجهن للعمل، ووضع شروط للالتحاق بالمعاش، وبعد الدخول يتم منع نزول المرأة وإلا ستقع في غرامة.
يأمل الكثيرون أن تشهد الفترة المقبلة تحركًا جادًا لحل مشكلة عمل السيدات في الحرف المختلفة ووضع حلول تعيد إليهن حقهن خاصة أن الأمر يتعلق بحياة أسر كاملة