محليات
48

الفنون البصرية وجماليات التشكيل تزين درب الساعي احتفالاً باليوم الوطني
الدوحة - قنا
تزدان أرجاء درب الساعي في منطقة أم صلال بإبداعات الفنون البصرية وجماليات التشكيل من معارض وأعمال رواد الفن التشكيلي في قطر، والتي تجسد بانوراما جمالية وثقافية لتراث قطر وتاريخها ونهضتها المعاصرة، وتعكس بالألوان والخطوط والظلال والمجسمات احتفالا بهيجا باليوم الوطني للدولة.
وتشتمل المعارض الفردية والجماعية، التي جمعتها وزارة الثقافة تحت سقف واحد "جاليري"، على مختلف فنون الرسم والتلوين والخزف والنحت، حيث خصص لكل فنان جناح يستعرض تجربته عبر السنوات ويلقي الضوء على محطات أساسية في مسيرته الفنية، ويتزين مدخل القاعة الضخمة بمجسم "حصان الصحراء" للفنان التشكيلي الرائد علي حسن، وآخر بعنوان "ذكريات" للفنانة التشكيلية عائشة السليطي.
وتميزت معارض المبدعين الرواد بالشمول في اختيار النماذج التي تمثل محطات مفصلية في تجاربهم الرفيعة، لتمنح المشاهد والمتلقي فكرة متكاملة عن أساليبهم الفنية وخبراتهم الجمالية وأدواتهم الفنية.



ويتضمن معرض "خطوات.. كأني أتبع أثري" للفنان سلمان المالك، نماذج من أعماله من مطلع التسعينيات وحتى الآن، حيث تشكل الأعمال لوحة بيانية للمراحل المختلفة في تجربته ومصادر إلهامه وخبراته التي تجمع بين الإبداع التشكيلي والفنون البصرية والتصميم الجرافيكي وفنون الكاريكاتير، ويعكس مكانته البارزة في المشهد الفني في قطر والخليج والوطن العربي.
وأكد الفنان سلمان المالك، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن مشهد اليوم الوطني في درب الساعي يجسد تلاحم القطريين والمقيمين وحبهم لهذه الأرض وهذا الوطن، مشيرا إلى أن عرض لوحاته وأعمال زملائه من الفنانين في هذه المناسبة وفي هذا المكان، يعكس تفاعل المبدعين مع مجتمعهم، وتفاعل المجتمع مع مبدعيه.
وأشار إلى أنه اجتهد خلال 30 عاما من تجربته، في أن يقدم أعمالا فنية تشبه أهله ومجتمعه، صيغت بروح وأنامل قطرية، وتستلهم هذه الأعمال ما رسخ في ذاكرته البصرية من مشاهد حياته في الفرجان العامرة بالدفئ العائلي والتماسك الاجتماعي، مؤكدا أنه يحرص من خلال لوحاته على تقدم للقطريين ما يشبههم ويسعدهم.
وفي ذات الإطار يأتي معرض "تطلعات من الماضي" للفنان التشكيلي حسن الملا، الذي يعكس تجذر واتساع وتجدد تجربته، التي استلهم فيها التراث والبيئة والطبيعة في قطر، ووثق بأسلوبه المميز ملامح الحياة الاجتماعية في الدوحة، وتفاعل خلالها مع قضايا الوطن والإنسان في الوطن العربي، وعرضت أعماله في مختلف معارض الفن ومتاحفه ومهرجاناته حول العالم.
وجاء معرض الفنان التشكيلي محمد الجيدة "ملامح من الحياة" ليجذب جمهور الفن بأسلوبه الواقعي وجمالياته البصرية وبراعته في تجسيد المواقف والحركة وإيقاع الإنسان والمجتمع، بأسلوب جعل من لوحاته ملاحم فنية وجمالية مؤثرة.
ومن خلال معرضه "سيرة وسيارة" يمزج الفنان علي دسمال الكواري أساليب التجريد والواقعية ليمنح المشاهد حكايات ملونة تروي علاقة الإنسان القطري بالسيارة، بوصفها رمزا للتحولات في المجتمع والثقافة ومرآة لتغير الزمان والمكان.
وتعكس المعارض المقامة في درب الساعي في مجملها ثراء المشهد الفني والتشكيلي في قطر وتعدد وتنوع الرؤى والمدارس والاتجاهات والأساليب والأجيال، وتلقي الضوء على مصادر إلهام الفنانين الذين استلهموا تراث الوطن ورموزه الثقافية ومعالمه التاريخية، واستوحوا علاقة الإنسان بمجتمعه وأرضه وحبه لوطنه.
وتم تخصيص أجنحة للتشكيليين الشباب، احتفت بتجاربهم ورؤاهم، ودورهم في إثراء المشهد الفني والثقافي، ومنها معرض "ذاكرة الأماكن" للشيخ مبارك بن ناصر آل ثاني، ويضم مجموعة من أعماله في الفترة من 2021 - 2025، وتعكس رؤاه وأسلوبه في استلهام البيئة الحضرية المعاصرة، وإعادة صياغة عناصرها على مسطح اللوحة حينا، وعلى المجسم والمنحوتة أحيانا أخرى.
ومن المعارض كذلك معرض "نسيج التغيير" للفنانة التشكيلية مريم الحميد، التي تمزج في تجربتها بين الوسائط التكنولوجية وثقافة الأعمال اليدوية، لتبني جسورا تربط التعبيرات الفنية المعاصرة بالحرف التقليدية في الخليج العربي، وتجسد هذه الرؤية في منسوجات تستوحي فيها المعالم الطبيعية والتاريخية في قطر.
وقد خصص جناح لأعمال فنانين استلهموا "سنة الطبعة" وخلدوا فيها بطولات البحارة والنواخذة والغواصين والتجار القطريين، خلال واحدة من أشد الكوارث البحرية والاجتماعية في تاريخ المنطقة.
وتتصدر أعمال 8 مبدعين في فنون الخزف جناح خاص بعنوان " أثر"، جسدوا فيها أفكارهم حول الفن والثقافة والمجتمع من خلال جماليات الخزف.
يشار إلى أن فعاليات اليوم الوطني للدولة التي نظمها وزارة الثقافة في درب الساعي بمنطقة أم صلال تستمر حتى العشرين من ديسمبر الجاري.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية


















0 تعليق