محليات
46
إنجاز علمي يعيد الاعتبار للغة..
❖ الدوحة - الشرق
في إجماع أكاديمي لافت، اعتبر عدد من أساتذة الجامعات أن معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يمثل منجزًا علميًا استثنائيًا يعكس رؤية دولة قطر في صون اللغة العربية وتعزيز حضورها المعرفي، مؤكدين أن تدشين المعجم يشكل محطة مفصلية في مسار العناية بالعربية، بوصفها وعاءً للهوية والحضارة، وأداةً قادرة على مواكبة تحولات العصر الرقمي.
وأكد الأكاديميون لـ «الشرق» أن المعجم لا يقتصر على جمع المفردات، بل يقدم قراءة تاريخية معمقة للغة العربية، تتبع اللفظة منذ أول ظهور لها، وترصد تحولات دلالاتها وسياقات استعمالها عبر العصور، وهو ما يضع العربية في مصاف اللغات العالمية التي تمتلك معاجم تاريخية رصينة، ويمنح الدرس اللغوي العربي نقلة نوعية في المنهج والرؤية والأثر.
وأشاروا إلى أن القيمة العلمية للمعجم تتعزز بما اعتمده من مدونات لغوية موثقة وفق أصول البحث العلمي، وبما قام عليه من جهد مؤسسي جماعي شارك فيه نخبة من علماء اللغة، معتبرين أن هذا النهج طويل النفس يرفع المعجم من مستوى الاستشهاد إلى مستوى التحقيق العلمي، ويجعله مرجعًا أساسياً للباحثين والدارسين والمهتمين باللغة العربية في مختلف أنحاء العالم.
وشدد الأكاديميون على أن معجم الدوحة التاريخي يشكل دفعة قوية لإحياء اللغة العربية وتعزيز ارتباط الأجيال بها، من خلال تقديمها بصورة معاصرة وجاذبة، قابلة للتكامل مع التعليم والإعلام والفنون والتكنولوجيا، بما يحول اللغة من مجرد ذاكرة محفوظة إلى واقع معرفي حي، ويعزز حضورها في الحياة اليومية، ويكرسها ركيزة أساسية للهوية والانتماء في زمن التحديات الرقمية.
- د. حنان الفياض: مشروع علمي يعيد تشكيل المشهد المعرفي العربي
قالت الدكتورة حنان الفياض، عضو هيئة التدريس في جامعة قطر، إن تدشين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، صباح الاثنين 22 ديسمبر، معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، يجسد قدرة دولة قطر على تقديم مشروع علمي رائد للأمة العربية، مؤكدة أن المعجم لا يمثل الخطوة الأولى لقطر في حفظ اللغة العربية وهويتها، لكنه يعبر بوضوح عن رؤية علمية قادرة على إعادة تشكيل المشهد المعرفي العربي.
وأوضحت الفياض أن معجم الدوحة التاريخي يشكل نقلة نوعية في الدرس اللغوي العربي، لكونه أول مشروع عربي يتعامل مع اللغة بوصفها كائنًا تاريخيًا حيًّا، حيث يُعالج المدخل المعجمي باعتباره حدثًا زمنيًا لا مجرد جمع للمادة اللغوية، وهو ما يمنحه تميزًا نوعيًا في الرؤية والمنهج والأثر.
وأضافت أن تأريخ المفردات، عبر تتبع اللفظة منذ أول ظهور لها، ورصد تحولات معناها وتوسعاتها التداولية أو انحسارها، يمثل جهدًا علميًا كانت اللغة العربية في أمسّ الحاجة إليه، خاصة في ظل ما يشهده الواقع المعرفي من تخبط، وتراجع في استخدام المفردات العربية، وتأثر الأجيال بصراع اللغات الأخرى.
وأكدت الفياض أن الأهمية الخاصة للمعجم تعود كذلك إلى اعتماد مدونة لغوية موثقة وفق أصول البحث العلمي، ما يرفع قيمة الاستشهاد إلى مستوى التحقيق العلمي، فضلًا عن المنهج المؤسسي طويل النفس الذي اعتمد عليه المشروع، ومشاركة نخبة واسعة من علماء اللغة في العالم العربي، وهو أمر نادر في تاريخ المعاجم العربية التي غلب عليها الطابع الفردي.
وختمت بالقول إن معجم الدوحة التاريخي ينجح في تحويل اللغة العربية من ذاكرة محفوظة إلى واقع معرفي حي، يخدم اللغة ويحفظ تاريخها، ويجعلها أقرب إلى مستخدميها، وأيسر لطالبيها، وأكثر قدرة على مواجهة محاولات التهميش.
- د. طالب العذبة: معجم الدوحة التاريخي يحفظ للغة العربية هويتها
قال الدكتور طالب محمد العذبة إن معجم الدوحة التاريخي يحفظ للغة العربية هويتها، ويعتبر خطوة جميلة في تحقيق الإرث العربي بصورة حديثة، خاصة أن هذا المعجم متطور يعرف الكلمات وتاريخها وسياقها الزمني بالإضافة إلى أنه يوسع مفهوم القراءة والمعاني للقارئ ويمكنه من الانتقال من زمن إلى آخر مع تطور الكلمة باللغة العربية الفصحى.
وأضاف: «معجم الدوحة التاريخي أطلق في زمن يعاني من مواجهة تحديات التكنولوجيا، بحيث إن هناك تدفقا كبيرا للمعلومات في الفضاء الإلكتروني، ومع وجود هذا المعجم الحديث قد يسهم ذلك في جمع جميع الكلمات ويرصد تطور المفردة من زمن لآخر، وهنيئا لدولتنا الغالية قطر على هذا المعجم التاريخي».
وأكد أن إطلاق معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يعد محطة مفصلية في مسيرة العناية باللغة العربية، ومنجزا علميا رائدا يعكس وعيا عميقا بأهمية التوثيق التاريخي للغة بوصفها وعاء للهوية والحضارة.
ولفت إلى أن هذا المعجم لا يكتفي برصد المفردة ومعناها، بل يؤرخ لها عبر سياقاتها الزمنية المختلفة، متتبعا تطور الدلالة والاستعمال منذ أقدم النصوص العربية، وهو ما يضع اللغة العربية في مصاف اللغات العالمية التي تمتلك معاجم تاريخية رصينة.
وأوضح أن هذا المشروع العلمي الضخم يعكس المكانة التي وصلت إليها دولة قطر في دعم البحث العلمي والمعرفي، ويجسد رؤية ثقافية بعيدة المدى تستثمر في اللغة بوصفها ركيزة من ركائز النهضة الفكرية، مؤكدا أن معجم الدوحة التاريخي سيكون مرجعا أساسيا للباحثين والدارسين والمهتمين باللغة العربية في مختلف أنحاء العالم.
- د. لطيفة المغيصيب: إضافة رائدة لترسيخ مكانة العربية في عصر الرقمنة
ترى الدكتورة لطيفة المغيصيب رئيس قسم التربية الفنية في جامعة قطر، أن اكتمال «معجم الدوحة التاريخي للغة العربية» وافتتاحه امس يمثل إضافة رائدة لدولة قطر، تعكس حرصها البالغ على ترسيخ مكانة اللغة العربية كلغة القرآن الكريم ووعاء الثقافة الإسلامية، ودعامة أساسية لتقدم الحضارة العربية في عصر الرقمنة والتكنولوجيا. وأشارت إلى أن هذا المشروع يعيد تأصيل روح العروبة، ويُمكِّن المثقفين والباحثين والمهتمين من التعمق في اللغة العربية بأساليب حديثة وجذابة ومعاصرة، تتناغم مع تطورات العصر وتلبي احتياجاته المتسارعة.
وشددت د. المغيصيب على أهمية دمج مثل هذه المبادرات مع التربية الفنية والتعليمية، ليصبح المعجم أداة حية في الفصول الدراسية والورش الإبداعية، حيث يجمع بين التراث اللغوي والابتكار الرقمي لإثراء الخيال الثقافي لدى الشباب. واكدت أن هذا الإنجاز خطوة استراتيجية يُعد نحو بناء جسر بين الماضي اللغوي والمستقبل الرقمي، من خلال توفير منصات تفاعلية تتيح للأجيال الجديدة استكشاف كنوز العربية بطرق ممتعة، مما يعزز الارتباط العاطفي والفكري باللغة ويحولها إلى أداة إبداعية في مجالات الفنون والإعلام والتكنولوجيا
- د. أحمد الساعي: المعجم دفعة قوية لإحياء اللغة وتعزيز الهوية
أكد الدكتور أحمد الساعي، الأستاذ بكلية التربية في جامعة قطر، أن اكتمال مشروع «معجم الدوحة التاريخي للغة العربية» يمثل خطوة مفصلية في مسار إحياء اللغة العربية وتعزيز حضورها في وجدان الأجيال الناشئة، لافتا إلى أننا اليوم في أمسّ الحاجة إلى مبادرات منهجية تعيد تقديم العربية بصورة جاذبة، خاصة في ظل شيوع الانطباع الخاطئ بأنها لغة صعبة أو معقدة، بينما تتطلب في الحقيقة تهيئة بيئات تعليمية مناسبة وبعض التنظيم في طرق تعليمها واستخدامها.
وأشار إلى أن هذا المعجم يرتقي باللغة العربية من خلال توثيق استعمالاتها التاريخية وإبراز ثرائها الدلالي، واستحداث أو تثبيت مصطلحات ذات أُلفة لدى المتحدثين، بما يحفظ للناطق العربي هويته اللغوية، ويسهم في بناء ذاكرة لغوية مشتركة بين أبناء الفصحى في مختلف الأقطار. وأوضح د. الساعي أن هذه المبادرة تشكل رسالة دعم معنوي قوية من الدولة لمكانة اللغة العربية، وتعطي دفعة جديدة لاستخدامها في التعليم والإعلام والبحث العلمي، بما ينعكس على إحياء العربية وانتعاشها من جديد بعد فترات من التراجع أو التهميش في بعض السياقات. وأضاف أن هذه المشاريع المعجمية تتكامل مع جهود أوسع في تطوير مناهج اللغة العربية، وإعداد معلمين مؤهلين، وتشجيع الإنتاج الثقافي والإعلامي الراقي باللغة العربية، حتى تتحول هذه المنجزات من مجرد مشروعات مرجعية إلى قوة فاعلة في الحياة اليومية للطلاب والشباب، تعزز ارتباطهم بلغتهم وتزيد من فخرهم بالانتماء إليها.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية


















0 تعليق