في خطوة مفاجئة جديدة شهدتها أروقة الدوري الإنجليزي الممتاز، أعلن نادي نوتنغهام فورست تعيين المدرب الإنجليزي شون دايك مديراً فنياً للفريق حتى عام 2027، ليصبح المدرب الثالث للفريق خلال الموسم الحالي، وذلك بعد أيام قليلة فقط من إقالة المدرب الأسترالي أنج بوستيكوغلو.

عقد حتى 2027..وعودة إلى التدريب بعد غياب شهور

دايك، الذي سبق أن درّب فريقي بيرنلي وإيفرتون، يعود إلى التدريب بعد عشرة شهور من إقالته من النادي الأزرق.

وجرى التوصل إلى اتفاق سريع بينه وبين إدارة فورست عقب خسارة الفريق 3-0 أمام تشيلسي يوم السبت الماضي، وهي النتيجة التي عجّلت برحيل بوستيكوغلو.

فوضى فنية في فورست: 3 مدربين خلال شهرين

شهد النادي حالة من عدم الاستقرار الفني هذا الموسم، فبعد إقالة نونو إسبيريتو سانتو في سبتمبر، تولى بوستيكوغلو المهمة، لكنه لم يصمد سوى 39 يوماً فقط، دون أن يحقق أي فوز في ثماني مباريات رسمية.

قررت إدارة النادي، برئاسة رجل الأعمال اليوناني إيفانغيلوس ماريناكيس، التحرك بسرعة لاستعادة التوازن، لتضع ثقتها في دايك المعروف بأسلوبه الدفاعي الصلب وقدرته على إنقاذ الفرق من دوامة الهبوط.

أول اختبار أوروبي أمام بورتو

لن ينتظر دايك طويلاً لبدء مغامرته الجديدة، إذ سيقود نوتنغهام فورست في أول مباراة له الخميس المقبل أمام بورتو البرتغالي في الدوري الأوروبي، حيث سيعاونه في الجهاز الفني الثنائي ستيف ستون وإيان ووان، وهما من أبناء النادي السابقين.

دايك من أكاديمية فورست إلى مسيرة لعب استمرت عقدين

يمثل هذا التعيين عودة كاملة للمدير الفني شون دايك (54 عاماً)، الذي بدأ مسيرته في أكاديمية نوتنغهام فورست في منطقة NG2، قبل أن يخوض مسيرة لعب امتدت قرابة 20 عاماً شارك خلالها في أكثر من 270 مباراة مع ستة أندية مختلفة.

من الملاعب إلى التدريب..بداية من واتفورد

بعد اعتزاله اللعب في عام 2007، اتجه دايك مباشرة إلى مجال التدريب، حيث بدأ مشواره مع فريقه السابق واتفورد كمدرب لفئة الشباب تحت 18 عاماً.

استمر في الأكاديمية لمدة عامين، ثم تمت ترقيته إلى مساعد مدرب الفريق الأول عام 2009، قبل أن يتولى المسؤولية الفنية الكاملة في صيف عام 2011.

وخلال موسم واحد فقط في قيادة الفريق، قاد واتفورد إلى المركز الحادي عشر في دوري الدرجة الأولى (التشامبيونشيب)، وخسر مباراة واحدة فقط من آخر 13 لقاء له مع الفريق، ما لفت الأنظار إلى كفاءته الفنية المبكرة.

المجد في بيرنلي..من مكافحة الهبوط إلى أوروبا

كانت المحطة الأبرز في مسيرته مع نادي بيرنلي، حيث تولى القيادة في أكتوبر 2012 خلفاً للمدرب إيدي هاو.

وخلال موسمه الأول الكامل، قاد الفريق إلى أفضل بداية في تاريخه، توّجها بالصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعد احتلاله المركز الثاني في موسم 2014/13.

رغم الهبوط في الموسم التالي، عاد دايك بيرنلي سريعاً إلى الأضواء مجدداً، محققاً لقب التشامبيونشيب، قبل أن يرسخ مكانة النادي في البريميرليغ موسم 2017/16، ثم يصنع الإنجاز الأبرز بتأهيل الفريق إلى الدوري الأوروبي للمرة الأولى منذ عام 1967.

بصمة لا تُنسى في بيرنلي

خلال خمس سنوات متتالية في الدوري الإنجليزي، تألق المهاجم كريس وود، لاعب فورست الحالي، تحت قيادة دايك، وأنهى كل موسم كهداف أو هداف مشترك للفريق، ليصبح الهداف التاريخي لبيرنلي في البريميرليغ.

وأصبح دايك شخصية محبوبة للغاية في المدينة إلى درجة أن أحد أشهر مطاعمها، The Princess Royal، غيّر اسمه إلى The Royal Dyche تكريماً له، وما زال يحتفظ بالاسم حتى اليوم، رغم رحيله عن النادي عام 2022.

تحدي البقاء مع إيفرتون

عاد دايك إلى التدريب في عام 2023، حين تولى قيادة إيفرتون خلفاً لفرانك لامبارد، في وقت كان الفريق يصارع الهبوط.

قاد الفريق وقتها، للبقاء في الدوري بعد معركة شرسة امتدت حتى الجولة الأخيرة، حين فاز الفريق 1-0 على بورنموث في ملعب جوديسون بارك.

ومن أبرز إنجازاته مع النادي تحقيق أول فوز لإيفرتون على ليفربول في ملعبه منذ 14 عاماً، بنتيجة 2-0 وهو انتصار أعاد الروح لجماهير النادي في ديربي ميرسيسايد.

عودة إلى نوتنغهام فورست بعد 35 عاماً

الآن يعود شون دايك إلى نوتنغهام فورست، النادي الذي احتضنه شاباً في الثمانينات حين كان الأسطورة برايان كلوف مديراً فنيا للفريق.

وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود، يعود إلى الملعب ذاته ولكن هذه المرة كقائد من على الخطوط، ليقود الفريق في مرحلة جديدة من التحدي والطموح.