سر طفل العصر الجليدي.. اكتشاف مدهش لرضيع بملامح نادرة وتاريخ غامض

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سر طفل العصر الجليدي.. اكتشاف مدهش لرضيع بملامح نادرة وتاريخ غامض, اليوم السبت 19 أكتوبر 2024 03:22 مساءً

في كهفٍ مظلم جنوبي إيطاليا، اكتشف العلماء سرًا من أسرار العصور الجليدية وهو بقايا طفل صغير تعود إلى أكثر من 17 ألف عام بملامح تجمع بين العيون الزرقاء والبشرة الداكنة والشعر المجعد، حملت عظامه قصصًا عن حياةٍ قاسيةٍ ومعاناةٍ صحيةٍ نادرة، لكن ما زاد القصة غموضًا هو التحليل الجيني الذي كشف عن طفرات قد تكون سببًا لوفاته، وعلاقاته الوراثية بجماعات الصيادين القدامى. هذا الاكتشاف المذهل قاد العلماء إلى كشف أسرار حياةٍ لم تُروَ من قبل، وأثار تساؤلات جديدة عن تلك الحقبة المنسية.

البقايا العظمية للطفل محفوظة جيدًا

ووفقًا لمجلة «livescience» العلمية، فقد تمكّن العلماء من كشف تاريخ حياة الطفل الذي عاش في جنوب إيطاليا قبل آلاف السنوات، إذ أظهرت بقايا الطفل الصغيرة أيضًا أدلة على ضعف النمو والتزاوج الداخلي، وكشف تحليل الحمض النووي أن الطفل كان ذكرًا لديه عيون زرقاء وبشرة داكنة وشعر مجعد بني غامق إلى أسود تقريبًا.

واكتشف ماورو كالاتيني، عالم الآثار بجامعة سيينا وأحد مؤلفي الدراسة، قبر الطفل عام 1998 في أثناء التنقيب داخل كهف جروتا ديلي مورا في مونوبولي، وهي بلدة تقع في منطقة جنوب شرق بوليا، إذ كان القبر مغطى بلوحتين من الصخور ويحتوي على بقايا هيكل عظمي سليمة ومحفوظة جيدًا للطفل، ولم تكن هناك أي مرفقات جنائزية، وكان القبر هو الوحيد الذي عُثر عليه في الكهف.

9619274cbc.jpg

هذه البقايا المحفوظة جيدًا التي تعود لطفل عاش بعد فترة وجيزة من الذروة الجليدية الأخيرة قبل 20 ألف عام، من الأشياء النادر العثور عليها، إلا أنّ مناطق جنوب إيطاليات التي تعتبر أكثر دفئًا قليلًا من أجزاء أخرى من أوروبا في ذلك الوقت، قد ساعدت على الأرجح في الحفاظ على بقايا الطفل وكانت ملجًا للأشخاص الذين قاموا بدفنه.

وكشف تحليل الهيكل العظمي، أنّ الطفل تُوفي عندما كان عمره نحو سنة وأربعة أشهر، وأظهرت أسنان الطفل ما يصل إلى تسعة خطوط بارزة، أو علامات على الصعوبات الفسيولوجية، ما يشير إلى أنّه عاش حياة صعبة، حتى أثناء نموه في الرحم، إذ يقول أوين ألكسندر هيغينز، عالم الآثار في جامعة بولونيا، وأليساندرا مودي، عالمة الأنثروبولوجيا في جامعة فلورنسا: «التحليل التفصيلي لأسنان الرضيع سمح لنا باستنتاج الصحة والتوتر الذي عانى منه الطفل أثناء الرضاعة أو والدته أثناء الحمل، وهو شيء نادر ما تتاح لنا الفرصة لاستكشافه بهذه الدقة».

a6ce8cf8be.jpg

وقد تكون بعض الصعوبات، وخاصة تلك التي واجهتها الأم أثناء فترة ما قبل الولادة، متعلقة بالأم، وكشفت بعض الأدلة في الحمض النووي وما ظهر في مينا أسنان الصبي عن أدلة حول المكان الذي عاشوا به، إذ يقول المشاركان في الدراسة: «كشف تحليل نظائر السترونشيوم أيضًا أن الأم بقيت في المنطقة المحلية خلال الفترة الأخيرة من حملها، وقال الباحثون إن قلة حركة الأم ربما كانت بسبب سوء الحالة الصحية، الأمر الذي قد أثر بدوره على جنينها».

مفاجآت في الحمض النووي للطفل

وكشف تحليل الحمض النووي أيضًا أن الطفل كان يحمل طفرات في جينين - TNNT2 وMYBPC3 اللذان يشاركان في إنتاج بروتينات عضلة القلب، وغالبًا ما تؤدي هذه الطفرات إلى اعتلال عضلة القلب الضخامي، وهي حالة وراثية إلى حد كبير تجعل جدران البطين الأيسر تزداد سماكة وتصلبًا بمرور الوقت، مما يعني أن القلب لا يستطيع استقبال أو ضخ ما يكفي من الدم مع كل نبضة قلب. ورجح الباحثون أنّ هذا ربما ساهم في الوفاة المبكرة للصبي.

كما أظهر تحليل الحمض النووي أن الصبي كان مرتبطًا وراثيًا بمجموعة من الصيادين وجامعي الثمار في العصر الجليدي ينحدرون من مجموعة أسلاف تسمى مجموعة «فيلابرونا»، ووجود هذه السلالة قبل 17 ألف عام يعني أنّ الباحثين يعرفون لأول مرة بثقة أن مثل هذه المجموعات كانت موجودة في شبه الجزيرة الإيطالية حتى قبل نهاية العصر الجليدي.

وقال الباحثون إنّ الصبي ينتمي على الأرجح إلى مجموعة أسلاف صغيرة سكنت في نهاية المطاف صقلية وجنوب إيطاليا، ولأنّ المجموعة كانت صغيرة، فإنّ التزاوج الداخلي كان شائعًا، كما يتضح من والدي الصبي.

2b4e30c498.jpg

وقال هيجينز ومودي المشاركان في الدراسة، إنّ تحليل الجينوم النووي يشير إلى درجة عالية من القرابة بين الوالدين، اللذين كانا على الأرجح أبناء عمومة من الدرجة الأولى، وأضافا أنّه على الرغم من أن زواج الأقارب لم يكن منتشرا على نطاق واسع بين معظم سكان العصر الحجري القديم، فإنّ صغر حجم المجموعة إلى جانب العزلة جعله شائعا إلى حد ما بين الصيادين وجامعي الثمار في جنوب إيطاليا حيث ولد الصبي. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق