نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«بينهم ما صنع الحداد».. قصة خلاف زوجي تحولت إلى مثل شعبي شهير, اليوم الخميس 12 ديسمبر 2024 01:57 مساءً
الأمثال الشعبية تعتبر مرآة للحياة اليومية، إذ تحمل بين طياتها حِكمًا ودروسًا تمثل تجارب الشعوب عبر الزمن، وغالبًا ما تستخدم هذه الأمثال للتعبير عن مواقف ومشاعر حقيقية بطريقة موجزة وسهلة الفهم، وعلى الرغم من مرور الوقت، إلا أن هذه الأمثال لا زالت تُستخدم في حديثنا اليومي، سواء في المواقف العائلية أو الاجتماعية أو حتى المهنية، وأصبحت جزءًا من ثقافتنا العامة، تساعدنا في فهم بعضنا البعض بطريقة غير مباشرة.
بيننا مصانع الحداد
ومن أشهر هذه الأمثال، مثل «بيننا مصانع الحداد»، والذي يُستخدم لتوصيل فكرة الصراعات والخلافات الكبيرة التي لا تؤدي إلى أي نتيجة، هذه الأمثال ليست مجرد كلمات، بل هي خلاصة تجارب الأجداد، تُعلمنا كيف نتعامل مع التحديات التي نواجهها في حياتنا المعاصرة، ويعود أصله إلى التراث العربي قصة وردت كتاب «قصص الأمثال» تدور القصة حول حوار قديم وقع مع رجل عربي وزوجته سليطة اللسان، وأصل المثل القديم كان «بينهم ما صنع الحداد».
قصة المثل الشعبي بيننا مصانع الحداد
في أحد الأيام، كان هناك رجل من العرب يعيش مع زوجته التي كانت معروفة بلسانها السليط وكلامها الحاد، ما جعل حياته مليئة بالصراعات اليومية، وفي أحد المرات، وصل به الحال إلى أقصى درجات الانزعاج، وخرج من خيمته غاضبًا، وهو يصرخ: «بينما بينك ما صنع الحداد»، لم تفهم الزوجة المقولة تمامًا، لكنها قررت أن تنتظر عودة زوجها لتفهم معناه.
عاد الزوج بعد فترة، ومعه لفة تحتوي على قرص من الحديد وعصا طويلة؛ قال لابنه: «خذ هذه العصا واضرب بها على هذا الحديد حتى تصدر ضجيجًا عاليًا»، استغرب الابن، لكنه فعل ما طلبه منه والده، وضرب العصا على الحديد حتى تصاعد الصوت في كل أرجاء المكان.
خرج الرجل من الخيمة مبتعدًا عن الصوت المتواصل، قائلاً في نفسه: «كما لا يتوقف صوت الحداد من الضجيج، لا يتوقف لسان زوجتي عن الحديث»، نصب خيمته بعيدًا عن مكان الخيمة الأصلية، هروبًا من كلماتها الحادة، ليعيش في هدوء بعيدًا عن الجدل الدائم.
ومن هنا جاء مثل «بيننا ما صنع الحداد»، ومع مرور الوقت أصبح الاسم الدارج له «مصانع الحداد»، والذي يُستخدم اليوم في حديثنا للإشارة إلى الجدال الذي لا ينتهي والذي لا يحقق أي فائدة، مثل الصوت المتواصل الذي يصنعه الحدادون دون أن ينتجوا شيئًا ملموسًا.
أصبح هذا المثل رمزًا لحالة من الركود والتوقف، ويُستخدم اليوم للإشارة إلى الأشخاص الذين يضيعون وقتهم في النزاعات غير المجدية دون أن يحققوا أي نتائج حقيقية، فكما كان الحدادون يضيعون ساعاتهم بين المطارق والحديد، هكذا يمكن للناس أن يضيعوا حياتهم في جدال لا فائدة منه.
0 تعليق