آلية الاستعراض الدوري الشامل واحدة من أبرز أدوات الأمم المتحدة لتقييم وتعزيز حقوق الإنسان عالميا، حيث تجمع بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة، لمناقشة سجل الدول في هذا المجال، ومع اقتراب موعد استعراض مصر لسجلها الحقوقي في يناير المقبل، تتجه الأنظار إلى الحدث المهم، الذي يمثل فرصة لتسليط الضوي على جهود مصر في تعزيز الحقوق والحريات، ومناقشة التحديات التي تتطلب جهودا أكبر.

كل ما تريد معرفته عن المراجعة الدورية الشامل

وترصد السطور التالية أبرز الأسئلة التي تشغل بال الكثيرين لتوضحيها، من خلال ما جاء عبر موقع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كما يلي.

ما هو الاستعراض الدوري الشامل؟

الاستعراض الدوري الشامل هو آلية تابعة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، تتولى مراجعة سجل حقوق الإنسان لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة (193 دولة) مرة كل 4 سنوات.

ما الهدف من الاستعراض الدوي الشامل؟ 

الهدف الرئيسي هو تعزيز وحماية حقوق الإنسان من خلال التقييم الدوري لسجلات الدول بناء على التزاماتها الوطنية والدولية، فضلا عن تحسين أوضاع حقوق الإنسان في الدول الأعضاء، ومحاسبة الحكومات على التزاماتها الحقوقية، كما يعد فرصة لتبادل أفضل الممارسات والمساعدة الفنية للدول التي تحتاج إلى تعزيز قدراتها في هذا المجال.

كيف تأسست هذه الآلية؟

وجرى إنشاء الاستعراض الدوري الشامل عام 2006 عندما أُسس مجلس حقوق الإنسان بقرار الجمعية العامة رقم 60/251، وفي عام 2007، تم اعتماد الإطار المؤسسي الذي ينظم عمل الاستعراض كجزء من حزمة بناء مجلس حقوق الإنسان.

كيف يتم اختيار الدول وتحديد مواعيد المراجعات؟

تتم مراجعة الدول وفق جدول زمني محدد، حيث يتم استعراض 48 دولة كل عام على مدار دورة مدتها 4 سنوات، ويتم اختيار الدول التي تتولى مهمة المقرر أو «الترويكا» لدراسة كل حالة عبر قرعة تُجرى قبل كل دورة.

على أي أساس يتم تقييم الدول؟

تستند المراجعة إلى 3 مصادر رئيسية، وهي «التقرير الوطني الذي تقدمه الدولة نفسها، وتقارير خبراء الأمم المتحدة والمقررين الخاصين، وتقارير المنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة الآخرين».

كيف تجري عملية المراجعة؟

تتم المراجعة من خلال مناقشة تفاعلية بين الدولة المستعرضة والدول الأخرى خلال اجتماعات الفريق العامل المعني بالاستعراض الدوري، وتتولى الدول المشاركة طرح أسئلة وتقديم توصيات، فيما تقدم الدولة المستعرضة ردودها وتوضح جهودها.

هل تشارك المنظمات غير الحكومية في العملية؟

بالتأكيد، يمكن للمنظمات غير الحكومية تقديم تقارير ومعلومات يتم تضمينها ضمن الوثائق التي تُراجع أثناء الاستعراض، كما يحق لها حضور الجلسات وتقديم مداخلات أثناء مناقشة النتائج.

ما هي النتائج المتوقعة من الاستعراض؟

يصدر مجلس حقوق الإنسان «تقرير النتائج» ويشمل توصيات الدول الأخرى للدولة المستعرضة، مع تحديد التوصيات المقبولة والمرفوضة، ويتم اعتماد التقرير في جلسة علنية لمجلس حقوق الإنسان، مع فتح المجال للدولة المستعرضة لتقديم تعليقاتها.

ماذا يحدث بعد انتهاء المراجعة؟

تتحمل الدولة مسؤولية تنفيذ التوصيات المقبولة والتي يمكن الرد عليها في نفس الوقت، ويحق للوفد إرسال الرد مكتوب بعد فترة قريبة.

ما أهمية الاستعراض لمصر؟

تمثل المراجعة فرصة لمصر لإبراز تقدمها في مجال حقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالمبادرات الوطنية مثل «حياة كريمة»، و«العفو الرئاسي»، و«الاستراتجية الوطنية لحقوق الإنسان»، وتطوير التشريعات، كما تتيح لها مواجهة الانتقادات وتعزيز التعاون الدولي لتحسين أوضاع حقوق الإنسان.