في حضرة المجد.. حيث تكتب القمم على جبين الزمان

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في حضرة المجد.. حيث تكتب القمم على جبين الزمان, اليوم السبت 14 يونيو 2025 09:57 مساءً

الحج ليس فقط شعيرة تؤدى، بل اختبار لقدرة الدولة، ومرآة حقيقية لما تمتلكه من عقل مدبر، وإرادة صلبة، وخدمة تشبه الرسالة.

ففي موسم حج 1446هـ، تجلت المملكة العربية السعودية في أبهى مشاهد العز، وأبلغ دروس التفوق، وكأنها تقول للعالم: إذا كانت القمم لا تكتب إلا على جبين الزمان... فإننا هنا نكتبها، حجا وعزا ومجدا.

نرفع التهنئة من أعماق القلب لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولساعده الأمين سمو سيدي ولي عهده الملهم الأمير محمد بن سلمان، هذا القائد الذي لا يعرف المستحيل، ولا يرضى إلا بالكمال، بهذا النجاح العظيم لموسم الحج، ونسأل الله أن يحفظهما ذخرا للإسلام والمسلمين، وأن يجزيهما خير الجزاء على ما بذلاه في سبيل خدمة ضيوف الرحمن.

لقد كان الحج هذا العام إعلانا صريحا بأن المملكة لا تجيد فقط الإدارة... بل تصنع منها أسطورة. فتفويج أكثر من مليون ونصف حاج بين المشاعر، دون حادث يذكر، ولا عثرة ترى، لم يكن صدفة، بل ثمرة تخطيط يتقنه الكبار.

الذكاء الاصطناعي حضر، لا ليبهج العقول فحسب، بل ليخدم الأرواح.

الخدمات الصحية، والرقابة الذكية، والترجمة الفورية، والمراكز الميدانية... كل ذلك بني لا على أساس الكفاية فقط، بل على الوفرة والرحمة.

أما شعار "لا حج بلا تصريح"، فقد أثبت أن الانضباط ليس صفة فردية، بل خيار سيادي. قطع الطريق على كل متسلل، وأغلق الباب على الفوضى، وأثبت للعالم أن أمن الحجيج خط أحمر، وأن من أراد التهاون في أمر الحج، فإن له مع الحزم موعدا لا يخلف، وبعبارة أبلغ صرحت بها رئاسة أمن الدولة قائلة إن "الحاج في أعيننا، والمخالف في قبضتنا".

وفي الوقت الذي كان فيه العالم يشاهد هذا التجمع الإيماني الأعظم، كانت المملكة تقول للعالم بأفعالها: إن خدمة الحجيج ليست مهمة تكلف بها الجهات، بل شرف تتشرف به القيادة، وترعاه الدولة من القمة إلى القاعدة، وتمنحه الأولوية التي تليق بمقامه وحرمة زمانه ومكانه.

كل القطاعات كانت حاضرة: الحكومية، والخاصة، وغير الربحية، وآلاف المتطوعين... يد تنظم، وأخرى ترشد، وثالثة تسقي، وقلوب تفيض محبة وتفانيا.

أما رجال الأمن فكانوا على الوعد: عيون لا تنام، وقلوب لا تكل، وحضور يزرع الطمأنينة في دروب الحجيج. لم يكونوا مجرد حماة، بل حراس لسكينة الروح. أمن الحجاج راحة نسجت باليقظة، وتاج من هيبة لا تعرف المساومة.

لكم أن تتخيلوا جنود العطاء في كل مجال: موظف في غرفة عمليات، متطوع في شارع، ممارس صحي، مهندس، سائق، إعلامي، دليل... كل واحد منهم كان بطلا لا يطلب التصفيق، بل يبتغي الأجر، ويعرف أن خدمته للحاج شهادة فخر ترفع يوما ما أمام رب السماء. فشكرا يتجدد لكل يد امتدت بالعطاء، وشاركت في صنع هذا المشهد العظيم.

ونجح الحج، ونجحت المملكة... لقد نجح التكامل، ونجح التنظيم، ونجحت الانسيابية، ونجحت حملة "لا حج بلا تصريح"، ونجحت إدارة الحشود، ونجحت الخدمات الصحية، ونجح الذكاء الاصطناعي، ونجح الحج... لأن من يقود هذا المشهد وطن يباركه الله، وقائد ينير رؤاه المستقبل، ويعرف كيف تقاد الأمم، ويؤمن أن خدمة ضيوف الرحمن ليست مهمة إدارية، بل عبادة تتقن، وكرامة تصان، وسنة تتوارثها الدولة منذ تأسيسها، وتتناقلها القلوب كما تتناقل الأمانات.

وهكذا... يعلمنا موسم الحج أن القمم لا تبلغ بالكلمات، بل تسطر بالفعل والإتقان والتفاني، وأن من أراد المجد، فعليه أن يقف في حضرته، يراه رأي العين لا الخيال.

يا وطن العز، يا مهبط الوحي، يا من فيك الكعبة والمقام... قبلة المسلمين في كل اتجاه، وعيونهم إليك ترحل، وقلوبهم بك تأنس، دمت شامخا بأمنك، عزيزا بقادتك، مهابا بحكمتك، وستظل خدمة الحجيج تاجا لا ينزع، وشرفا لا يضاهى، وراية نرفعها في وجوه العالم: هنا السعودية... حيث تصنع المعجزات بصمت مهيب.

ومضة ختام: إذا سأل التاريخ عن العظمة... قال: انظر إلى حج 1446هـ، حيث صلى المجد في مشعر، وتكلم التنسيق بلغة المعجزة، وأجابت المملكة "نحن لها".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق