عبّر عدد من الطلبة المواطنين المبتعثين عن امتنانهم بالمشاركة في برنامجي «بعثات أبوظبي» و«خطوة» للدراسة في الخارج، وهما مبادرتان تعليميتان تابعتان لدائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي، وتهدفان إلى توفير منح دراسية للطلاب الإماراتيين لمتابعة دراستهم في الخارج.
وأكدوا ل«الخليج» أن هذه التجربة ليست مجرد رحلة تعليمية، بل مسؤولية وطنية وتمثيل مشرّف لدولة الإمارات، وقد اختار كل طالب تخصصه بعناية، انطلاقاً من طموحه الشخصي واهتمامه بخدمة وطنه في المستقبل، مستفيدين من «برنامج إعداد طلبة البعثات» الذي وفر لهم الورش التوجيهية والمهارية التي تؤهلهم للتأقلم والتميز في بيئة جديدة، ونقل الخبرات العالمية إلى أرض الوطن.
قال الطالب عبدالله المنهالي: «الدراسة في الخارج بالنسبة لي تكليف وليست تشريفاً، واخترت دراسة تخصص الذكاء الاصطناعي في دولة أستراليا عبر برنامج «خطوة» لابتعاث الطلبة الإماراتيين، واستفدت كثيراً من برنامج إعداد طلبة البعثات الذي شمل دورات في اللغة الإنجليزية ومحاضرات توجيهية كانت مفيدة جداً، ومن خلال دراستي في الخارج، أطمح إلى اكتساب معرفة متقدمة في هذا المجال الحيوي والمساهمة في تطوير قطاع التكنولوجيا في بلادي، كما أسعى لتمثيل الإمارات بجدية والتزام يعكس قيمها وطموحاتها».
علم النفس
وأوضحت الطالبة مريم الحمادي، أن اختيارها لتخصص علم النفس جاء بسبب تجربة شخصية أثّرت فيها، حيث تم تشخيص شقيقها بشكل خاطئ، ما دفعها لدراسة هذا التخصص، وقد التحقت بإحدى أقوى 20 جامعة في العالم، واستفادت من الورش التي قدمها برنامج إعداد طلبة البعثات، والتي تناولت موضوعات مثل المخدرات والصحة النفسية وإدارة المصاريف، وتأمل مريم من خلال دراستها أن تعود بخبرات تسهم في رفع جودة الخدمات النفسية في الدولة، وتمثل الإمارات بتفوق علمي وإنساني يعكس حرص الدولة على صحة أفراد المجتمع.
ثقافات مختلفة
وأضافت الطالبة خلود العبيدلي: «سأدرس تخصص الأحياء التطبيقية في كندا، وقد اخترت الدراسة في الخارج لأنني أطمح إلى التعلم من الثقافات المختلفة، ونقل العلوم والخبرات إلى وطني، وقد تأكدت من اعتماد الجامعة من قبل دائرة التعليم والمعرفة قبل الالتحاق بها، ودراستي في الخارج فرصة لصقل مهاراتي العلمية، وأسعى لأن أكون سفيرة لبلادي من خلال التزامي وتمسكي بالقيم الإماراتية وتمثيلها بأفضل صورة».
الهندسة التكنولوجية
وأشارت الطالبة فاطمة خالد إلى أن الجامعة التي ستلتحق بها تحتل المرتبة 19 عالمياً، وتعد الأولى في تخصص الهندسة بأستراليا، ستدرس تخصص الهندسة التكنولوجية، وذكرت أن برنامج إعداد الطلبة المبتعثين ساعدها على تعلم كيفية حماية نفسها من المخاطر والتعامل مع التحديات، والتعامل مع الآخرين وفهم الثقافات المختلفة مع التمسك بثقافتنا الوطنية، وتطمح فاطمة إلى استخدام ما ستتعلمه لتطوير الحلول التكنولوجية في الإمارات، وأن تعكس صورة الفتاة الإماراتية الطموحة في المحافل الأكاديمية العالمية.
صقل الشخصية
وقالت الطالبة شيخة المهيري: «سأدرس تخصص التغذية والصحة العامة في كندا، واخترت الدراسة في الخارج لأنها تصقل الشخصية وتقويها، وتفتح لنا آفاقاً جديدة للتعرف إلى ثقافات متعددة، ولقد استفدت من الورش التي حضرتها لإعداد الطلبة المبتعثين، حيث تناولت موضوعات عدة، منها ورشة تتناول موضوع الحفاظ على الصورة المشرفة للإمارات في الخارج، وورشة عن المواد المخدرة وتأثيرها، وأرى أن تخصصي سيمكنني من الإسهام في رفع الوعي الصحي في المجتمع الإماراتي، وتمثيل الدولة بصورة مشرقة تجمع بين الانفتاح الثقافي والاعتزاز بالهوية». وأضافت الطالبة عالية محمد: «سأدرس الطب في أستراليا، واخترت هذه الجامعة لأنها تهتم بفهم الطالب وليس فقط بدرجاته، وسأحرص على أن أمثل دولتي، دولة الإمارات، بكل فخر للمشاركة في جهود تطوير مجال الطب، والسعي إلى العودة بخبرة طبية عالية الجودة تواكب المعايير العالمية»، وتنوي أن تكون قدوة في الأخلاق والعلم، ما يبرز صورة الإمارات كدولة متقدمة في جميع المجالات.
أما الطالبة مريم الراشدي، فقد اختارت دراسة القانون في أستراليا، وأشارت إلى أن «برنامج إعداد طلبة البعثات» ساعدها على التعرف إلى أنظمة ومعلومات عن الدول، كما حضرت ورشاً متعددة منحتها فهماً أعمق للواقع العملي والتخطيط المالي والاستفادة من الخبرات الدولية، وتأمل أن تسهم معرفتها بالقوانين الدولية في تطوير المنظومة القانونية في الدولة.
حلم الطفولة
وأشارت الطالبة فاطمة الراشدي إلى أن شغفها بالهندسة منذ الطفولة كان دافعها لاختيار تخصص الهندسة الميكانيكية في أستراليا، حيث كانت دائماً مهتمة بالأشياء الميكانيكية، وتهدف فاطمة لتمثيل دولة الإمارات بشكل مشرّف من خلال الجد والاجتهاد، والتمسك بالهوية والاحترام، وتؤمن فاطمة بأن هذه التجربة ستطورها على المستوى الشخصي والمهني، وستمنحها الفرصة لابتكار حلول هندسية تخدم وطنها في المستقبل.
وتنظم دائرة التعليم والمعرفة برنامجي «بعثات» وبرنامج «خطوة»، وهما مبادرتان تعليميتان تهدفان إلى توفير منح دراسية للطلاب الإماراتيين لمتابعة دراستهم في الخارج، ويختلفان في بعض الجوانب، حيث يركز برنامج «خطوة» على توفير فرص دراسية في كليات المجتمع والجامعات الدولية، بينما يغطي برنامج «بعثات أبوظبي» أوسع نطاقاً من الفرص الدراسية.
مهارات ومعارف
وسبق أن أطلقت دائرة التعليم والمعرفة «برنامج إعداد طلبة البعثات»، بالتعاون مع 25 شريكاً استراتيجياً من الجهات الوطنية والدولية، وذلك في إطار استعداداتها لتأهيل 300 طالب وطالبة من منتسبي برامج بعثات الدائرة للانطلاق في رحلتهم الأكاديمية المقبلة خارج الدولة، ويهدف البرنامج إلى تزويد الطلبة بالمهارات والمعارف والرؤى التي تُمكّنهم من تمثيل دولة الإمارات بكل فخر، وتعزيز جاهزيتهم لتحقيق النجاح الأكاديمي والتميّز كمواطنين عالميين وفاعلين.
ويقدم البرنامج الذي يُختتم غداً الاثنين، الموافق 21 يوليو/تموز، تجربة إعداد متكاملة تشمل الاستعداد الأكاديمي، والتكيّف الثقافي، والمرونة النفسية، والمهارات الحياتية الأساسية، وتغطي الجلسات مجموعة من الموضوعات المتنوعة، مثل تنمية المهارات القيادية، والثقافة المالية، والسلامة الشخصية في دول الابتعاث، فضلاً عن استراتيجيات تعزيز الصحة النفسية، ما يُسهم في تعزيز جاهزية الطلبة للحياة والدراسة في الدول المستضيفة بثقة واستقلالية.
0 تعليق