استطاع فريق من الباحثين الأمريكيين، إعادة إحياء دواء قديم لعلاج السكري وتحويله، بمساعدة الذكاء الاصطناعي، إلى سلاح فعال ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، المعروفة باسم «الجراثيم الخارقة».
وكشفت الدراسة، المنشورة في مجلة Antibiotics، أن دواء «هالسين» أظهر قدرة لافتة على قتل 17 من أصل 18 سلالة من البكتيريا المقاومة التي خضعت للاختبار، بعد أن تمكن من تعطيل نمو هذه الجراثيم بتركيزات منخفضة، في حين فشلت مضادات حيوية تقليدية في تحقيق النتيجة نفسها.
دواء قديم.. بروح جديدة
صمم «هالسين» ليكون مثبطاً لمسار إنزيمي مرتبط بمرض السكري، لكنه فشل في إثبات فعاليته العلاجية آنذاك، لكن خوارزميات الذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، تمكنت من تحليل تركيبته الكيميائية واكتشاف آلية فريدة له في مهاجمة البكتيريا.
ولا ترتبط تلك الآلية بجدار الخلية أو تصنيع البروتينات، كما تفعل أغلب المضادات، بل تستهدف الطاقة الحيوية للبكتيريا نفسها، ما يجعل من الصعب على الجراثيم تطوير مقاومة سريعة له.
اختبار مغربي لدواء المستقبل
كشفت الدراسة، أن الباحثين اختبروا عقار «هالسين» على عينات سريرية مأخوذة من مستشفيات مغربية، تضمنت سلالات من المجموعة المعروفة باسم ESKAPE، وهي الأخطر عالمياً حسب منظمة الصحة العالمية.
وبينت اختبارات تركيز الحد الأدنى المثبط، أن الدواء نجح في كبح نمو البكتيريا عند تركيزات تراوحت بين 16 إلى 64 ميكروغرام/مل، باستثناء سلالة واحدة هي Pseudomonas aeruginosa، التي أظهرت مقاومة تامة، وهو ما أرجعه العلماء إلى الغشاء الخارجي القوي للبكتيريا، والذي يمنع اختراق الدواء.
الذكاء الاصطناعي يعيد رسم حدود الطب
أكد الباحثون أن هذه النتائج تفتح باباً جديداً لعصر ما بعد المضادات الحيوية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد اكتشاف أدوية مهملة ومنحها حياة جديدة.
وحذروا من التسرع في استخدام الدواء على نطاق واسع، نظراً لأهمية إجراء دراسات مستقبلية، تشمل السلامة الدوائية والفعالية في الكائنات الحية، إلى جانب مراقبة ظهور أي مقاومة محتملة.