أطلقت اليابان مشروعاً متطوراً يعتمد على خلايا شمسية، تهدف إلى إنتاج طاقة تعادل ما تولده 20 مفاعلاً نووياً، بحلول عام 2040.
وكشفت وسائل إعلام يابانية أن هذه التقنية الجديدة تعتمد على خلايا مرنة وخفيفة من طراز «بيروفسكايت»، يمكن تركيبها على نوافذ المباني وجدرانها، وأسقف السيارات وأعمدة الإنارة، ما يعالج أزمة نقص المساحات التي تعانيها مدن اليابان.
استراتيجية اليابان لمواجهة الموردين الأجانب
تبنت وزارة الصناعة اليابانية خطة تهدف إلى تحقيق استقلالية كاملة في سلاسل الإمداد، مستفيدة من مكانة اليابان كثاني أكبر منتج لليود في العالم.
وتعد هذه المادة عنصراً أساسياً في تصنيع خلايا بيروفسكايت، ما يمنح اليابان أفضلية استراتيجية لتأسيس سلسلة إنتاج محلية، تعزز أمنها الاقتصادي وتقلل من اعتمادها على الواردات الأجنبية.
شراكات صناعية لتسريع التنفيذ
دعمت الحكومة اليابانية بعض الشركات المحلية لتطوير نماذج متقدمة من الألواح الشمسية الجديدة، تمهيداً لتسويقها في ثلاثينات هذا القرن.
وأظهرت التوقعات أن تكلفة هذه التقنية ستنخفض من 20 يناً/واط في 2025 إلى نحو 10 ينات/واط في 2040، ما يجعلها في متناول السوقين السكني والتجاري.
بيروفسكايت مقابل السيليكون.. اليابان 2050
تتجاوز خلايا بيروفسكايت حد الكفاءة النظري لخلايا السيليكون التقليدية، حيث تصل إلى 43% مقارنة بـ29% فقط للسيليكون، هذا الفرق سيعزز بشكل كبير من قدرة اليابان على تحقيق هدفها في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
كارثة فوكوشيما وراء مشروع اليابان الجديد
تسبب الزلزال المدمر والتسونامي عام 2011 في انهيار مفاعل فوكوشيما، ما أدى إلى تسرب إشعاعي واسع النطاق ونزوح أكثر من 160 ألف شخص.
شكّلت هذه الحادثة صدمة وطنية في اليابان، ودفعت نحو الابتعاد التدريجي عن الطاقة النووية.
في أعقاب الكارثة، ارتفعت مساهمة الطاقة الشمسية في إنتاج الكهرباء من 1.9% في 2014 إلى نحو 10% خلال الوقت الراهن، ومع دخول تقنيات بيروفسكايت نطاق التطوير، تسعى الحكومة اليابانية إلى رفع حصة مصادر الطاقة المتجددة إلى ما بين 36% و38% بحلول عام 2030، مع توقعات بتسارع هذا التحول بفضل مرونة هذه الخلايا وقدرتها على التكيف مع البيئات الحضرية.
تحديات قائمة.. التكلفة والمتانة
رغم الآفاق الواعدة لتقنية بيروفسكايت، لا تزال هناك عقبات فنية تعترض طريق انتشارها الواسع، أبرزها محدودية العمر التشغيلي للخلايا ومقاومتها للظروف المناخية.
وتواصل الفرق البحثية في اليابان تطوير تركيبات أكثر ثباتاً وخفض تكاليف إنتاج الخلايا تدريجياً، استعداداً لنشرها على نطاق تجاري واسع خلال العقد القادم.
0 تعليق