طور فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا الأمريكية نموذج ثلاثي الأبعاد للقولون البشري، يستخدم لاختبار الأدوية ودراسة الأورام دون الحاجة إلى نماذج حيوانية.
النموذج الجديد، الذي أطلق عليه الباحثون اسم «3D-IVM-HC»، يُعيد إنشاء القولون البشري بمقاييس مصغرة (5 × 10 ملم)، محاكياً السمات التشريحية والبيولوجية الدقيقة، بما في ذلك الانحناءات الطبيعية، والطبقات الخلوية، والطيات الشبيهة بالعقد اللمفاوية.
ويُعد هذا التطور قفزة في محاكاة بيئة القولون الحقيقية، وهو ما يُتيح دراسة الأورام واستجابة الخلايا بطريقة أكثر واقعية وموثوقية.
الدراسة، أوضحت أن النموذج مصنوع من مواد حيوية متوافقة مع جسم الإنسان، ويعزز التفاعل الخلوي ويضاعف كثافة الخلايا أربع مرات مقارنة بالأنظمة ثنائية الأبعاد التقليدية.
وأظهر النموذج مقاومة أكبر لعقار العلاج الكيميائي «5-فلورويوراسيل»، حيث احتاجت الخلايا السرطانية إلى جرعات أعلى بعشرة أضعاف لتحقيق تأثير مماثل لما يظهر في أطباق «بتري» المستخدم بالأبحاث بالمختبرات.
ويرى الفريق البحثي أن هذا النموذج يفتح آفاقاً واعدة في مجال الطب الشخصي، إذ يمكن استخدام خلايا مشتقة من خزعات مرضى لبناء نماذج مخصصة، تُستخدم لاختبار فعالية الأدوية لكل مريض على حدة خلال فترة قصيرة لا تتجاوز أسبوعين، ما يختصر الزمن والتكلفة ويقلل الحاجة لاستخدام الحيوانات.
وأكد اسفنديار بور الباحث المشارك أن هذا التقدم يوفر بديلاً أخلاقياً وقابلاً للتطوير وأكثر دقة من التجارب الحيوانية، ويُسهم في تسريع الانتقال من المختبر إلى السرير. وأشار إلى أن اعتماد مثل هذه النماذج في المستشفيات ومختبرات الأبحاث قد يُعيد تشكيل مستقبل تطوير العلاجات.
0 تعليق