كشفت دراسة علمية جديدة، أن مدينة شنغهاي الصينية تغرق بوتيرة أسرع مما كان يُعتقد سابقاً، بفعل مزيج من ارتفاع مستوى سطح البحار عالمياً، والهبوط الأرضي الناتج عن الأنشطة البشرية، ما يهدد بمخاطر متزايدة للفيضانات والعواصف في واحدة من أكثر مدن العالم كثافة سكانية وأهمية اقتصادية.
ووفقاً للدراسة، التي أعدها فريق دولي من العلماء من المملكة المتحدة والصين والولايات المتحدة، ونُشرت في مجلة «نيتشر» فإن مستوى سطح البحر العالمي يرتفع بمعدل غير مسبوق منذ عام 1900، بلغ نحو 1.5 ملم سنوياً، وهو الأعلى خلال الـ4000 عام الماضية على الأقل. ويُعزى هذا الارتفاع إلى تمدد مياه المحيطات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى ذوبان الأنهار الجليدية والصفائح القطبية.
لكن الخطر في شنغهاي يتجاوز هذه المعدلات العالمية، إذ إن نحو 94% من هبوط الأراضي الحضرية يعود إلى تدخلات بشرية مباشرة، مثل ضخ المياه الجوفية للبناء والصناعة والاستخدام المنزلي. وأوضحت الدراسة أن بعض أجزاء المدينة شهدت هبوطاً بمقدار متر خلال قرن واحد، ما يجعلها تغرق بمعدل أسرع بكثير من ارتفاع منسوب البحر.
ويؤكد الباحثون أن الهبوط الأرضي السريع في شنغهاي يُهدد مستقبل التنمية الحضرية والصناعية، ليس فقط في الصين، بل على مستوى سلاسل التوريد العالمية. فهذه المناطق تُعد مراكز تصنيع رئيسية، وأي اختلال فيها قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية دولية.
شنغهاي تغرق بوتيرة أسرع مما يُعتقد

شنغهاي تغرق بوتيرة أسرع مما يُعتقد
0 تعليق