تمدُّ رأس الخيمة، وفق رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، أذرعاً خيرية وأيادي إنسانية بيضاء متعددة، في خدمة التنمية البشرية المتكاملة، وتعزيزاً للتوازن المجتمعي، وترسيخاً للاستدامة والرفاه، وتلبيةً لاحتياجات ومُتطلبات الفقراء وذوي الدخل المحدود، ودعماً لمسيرة وجهود المؤسسات الوطنية.
يُولي صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، دعماً متواصلاً للأعمال الإنسانية والخيرية، وتُمثل مسيرة سموه امتداداً للنهج الخيّر، الذي أرساه المغفور له، بإذن الله، تعالى، الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رحمه الله، والذي ترك بصمةً إنسانية عميقة في وجدان أبناء الإمارة.
عَوْنٌ ورحمة
تأسست مؤسسة الشيخ سعود بن صقر التعليمية الخيرية، عام 2015، بموجب مرسوم أميري أصدره صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، ثم حظيت بالإشهار من قبل وزارة تنمية المجتمع، بالقرار الوزاري رقم 138 لسنة 2017، في خطوة تنظيمية لتأطير عملها، ضمن معايير واضحة من الحوكمة والشفافية.
تعليم مجاني
ومنذ تأسيسها، تبنّت «خيرية سعود بن صقر» نهجاً إنسانياً في قطاع التعليم تحديداً، يعمل على توفير التعليم المجاني للطلبة، من ذوي الدخل المحدود وأبناء الأسر المستورة، ليستكملوا مسيرتهم التعليمية، دون أن يُشكِّل الوضع المادي عائقاً أمام مسيرة تعليمهم وطلبهم للعلم والمعرفة، قبل أن تتسع وتمتد مجالات عملها وأدوارها المجتمعية والإنسانية، نحو التكامل والفاعلية والاستدامة.
رأس المال الحقيقي
وسعت المؤسسة، منذ يومها الأول، إلى ترجمة رؤيتها في تحقيق التميز والابتكار في الخدمات التعليمية، الخيرية الإنسانية المستدامة وهي الرؤية، التي انبثقت من فلسفة عميقة، تؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو «رأس المال الحقيقي» لأي مجتمع مُتطلع إلى مستقبل مشرق ومُستدام، وأنه لا اقتصاد ينمو، ولا مجتمع يزدهر، دون أن يتسلح الفرد بالعلم والمعرفة.
من هذا المنطلق، تكونت الرسالة الجوهرية لمؤسسة الشيخ سعود بن صقر التعليمية الخيرية، وهي «العمل معاً للارتقاء ب(التعليم الخيري) الريادي، وتقديم خدمات إنسانية متطورة، ورعاية وتأهيل أصحاب الهمم والتوحد، وتمكينهم في المجتمع، وخلق بيئة مُحفزة للمواهب الاستثنائية، وترسيخ مفهوم وقيم الابتكار».
«المدارس الخيرية»
وكانت أولى الخطوات العملية للمؤسسة تدشين 4 مدارس خيرية في رأس الخيمة هدفت، منذ انطلاقتها، إلى استقطاب أبناء الأسر، ذات الدخل المحدود، وتمكينهم من الالتحاق بالتعليم الأساسي والثانوي، دون أي أعباء مالية وجرى تصميم تلك المدارس لتكون بيئات تعليمية عصرية، تُلبي المعايير التربوية الحديثة، وتواكب احتياجات الطلبة والأسر.
وعلى مدار الأعوام العشر الماضية، استقبلت «المدارس الخيرية» في رأس الخيمة أكثر من 53 ألف طالب وطالبة، من 29 جنسية، بما يعكس التنوع الثقافي والاجتماعي، الذي تحتويه رأس الخيمة، وحرصت المؤسسة على دمج الجميع تحت مظلة واحدة، هي «مظلة العلم والعطاء».
حملات ومبادرات
ومع تزايد الطلب على الالتحاق بالمدارس، ظهرت حاجة ملحة إلى دعم أوسع من شرائح المجتمع، من هنا انطلقت حملات المؤسسة الخيرية تحت شعار «خلونا نساعدهم»، بغرض التكفل برسوم تعليم الطلبة المقيمين، من الأسر محدودة الدخل، في المدارس الحكومية والخاصة بالإمارة، بعد أن تخطت أعداد الُمتقدمين للالتحاق بها أضعاف قدرة المدارس الخيرية على الاستيعاب.
ولم يكن التعليم وحده في صلب رسالة المؤسسة، وإنما تعدت ذلك، ليصبح دعماً إنسانياً شاملاً للطلبة وأسرهم، في كل مراحل حياتهم، لتُقدم المؤسسة مبادرات صحية، مثل الفحوص المجانية للأسنان والعيون، وفحوص مبكرة لأمراض القلب للطلبة وأسرهم سنوياً، مع إطلاقها حملات اجتماعية لتوزيع حقائب مدرسية وإعانات، خلال رمضان.
إلى «أبواب البيوت»
واستفادت 5,000 أسرة من برنامج «المير الرمضاني العيني» للمؤسسة، والذي يجسد عطاءً يصل إلى أبواب البيوت، ويرسم البسمة في وجوه الأمهات والأطفال وبهذه الصورة الشمولية، نجحت المؤسسة في تقديم دعم متكامل للشرائح الاجتماعية، الأكثر احتياجاً، ليكون «التعليم» مترافقاً مع الصحة والرعاية الاجتماعية والإنسانية، ضمن خطط استراتيجية مُستدامة.
السمة الأبرز في مسيرة مؤسسة الشيخ سعود بن صقر التعليمية الخيرية هي تكامل الأدوار، بين مختلف المبادرات، التي تطلقها، والمراكز التابعة لها، حيث أدركت المؤسسة أن المجتمع بحاجة إلى منظومة متكاملة ونوعية من الدعم، وهو ما تكفَّلت به تحت مظلتها، وتشمل المراكز التابعة لها 5 مراكز ومؤسسات متنوعة وهي:
أكاديمية للموهوبين
تجسد أكاديمية رأس الخيمة للموهوبين، التابعة للمؤسسة، التوجه نحو تمكين العقول المبدعة، وتعزيز ثقافة التميز بين الطلبة وأفراد المجتمع. وتعمل الأكاديمية على اكتشاف المواهب وتنمية المهارات في مجالات العلوم، والذكاء الاصطناعي، والحساب الذهني، والكتابة الإبداعية، والفنون.
وتُقدم الأكاديمية 47 برنامجاً تدريبياً سنوياً، عبر مجالات رئيسية، تشمل الذكاء الاصطناعي، البرمجة، المهارات الحياتية، الثقافة، والفنون، وبلغ عدد المستفيدين من برامج الأكاديمية أكثر من 3300 متدرب، فيما تم اكتشاف 120 طالباً موهوباً، حقق عدد منهم مراكز متقدمة، في مسابقات محلية ودولية.
مركز للتوحد
تأسس مركز رأس الخيمة للتوحد عام 2006، وأُلحق بالمؤسسة لإعادة تأهيل الأطفال المصابين بطيف التوحد ودمجهم في المجتمع وقدم المركز برامج تأهيلية متقدمة بإشراف مختصين في مجال التربية الخاصة، ويحتوي على 14 قاعة علاجية متطورة، مُزودة بأحدث التقنيات والاختبارات النمائية، وأسهم المركز في تأهيل 59 طفلاً، وتدريب أسر الأطفال على كيفية التعامل مع أبنائهم، لينشأوا في بيئة حاضنة، تحفز نموهم النفسي والاجتماعي، عبر برامج تأهيلية شاملة، تهدف إلى تطوير قدراتهم الإدراكية والاجتماعية.
مركز للتدخل المبكر
وأيقنت المؤسسة أهمية التدخل المبكر في بناء شخصية الطفل وتعزيز قدراته في المراحل العمرية الأولى، لذلك دشنت مركزاً خاصاً للتدخل المبكر. ويُعد مركز رأس الخيمة للتدخل المبكر من أوائل المراكز المتخصصة في هذا المجال برأس الخيمة، حيث يقدم خدمات تنموية وتأهيلية شاملة.
«نادي أصحاب الهمم»
يشكل نادي رأس الخيمة لأصحاب الهمم مساحة رياضية وإنسانية، تُعزز عمليات الدمج المجتمعي، وتوفر برامج رياضية وثقافية واجتماعية، تُسهم في تطوير القدرات البدنية والنفسية ويؤكد النادي اهتمام المؤسسة بفئة أصحاب الهمم، والحرص على توفير الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية، التي تضمن إدماجهم الكامل في المجتمع. ويضم النادي 97 لاعباً من أصحاب الهمم، مُوزعين على 14 فريقاً من الذكور والإناث، حققوا حضوراً لافتاً في البطولات المحلية والدولية.
مشتل للتأهيل الزراعي
ويوفر مشتل رأس الخيمة للتأهيل الزراعي، التابع ل«خيرية سعود بن صقر»، فرصاً تدريبية للطلبة وأصحاب الهمم، لإكسابهم مهارات العمل الزراعي، بما يعزز قيم الاستدامة والمسؤولية البيئية.
ويربط المشتل بين العمل الزراعي والعمل الخيري، إذ ينتج محاصيل زراعية متنوعة، تخطت 400 طن، يُوجه ريعها لدعم مشاريع المؤسسة التعليمية ويقدم المشتل برامج تأهيلية وتدريبية للطلبة وأصحاب الهمم.
جمعية الإمارات الخيرية..19889 مشروعاً داخل الدولة وخارجها
تأسست جمعية الإمارات الخيرية في رأس الخيمة عام 2011، بمرسوم أميري من صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، لتضع الجمعية اسمها بقوة على خريطة العمل الخيري والإنساني، محلياً وخارجياً، مواصلةً نُموها المطرد، على مدار الأعوام الماضية، في القطاع الحيوي شديد الأهمية.واشتملت قوائم «مشاريع الخير»، التي نفذتها «خيرية الإمارات»، داخل الدولة وخارجها، على 19889 مشروعاً إنسانياً وخيرياً، توزعت بين قطاعات عدة، بالغة الأهمية للأهالي في كل مكان، بواقع 4110 مساجد، و7163 بئراً، و145 دار أيتام، و7813 مضخة مياه، فيما بلغ عدد الأيتام، الذين تتولى الجمعية رعايتهم، 10051 يتيماً، من الذكور والإناث، وعدد الأسر، التي تتلقى مساعدات الجمعية، 65000 أسرة، من جنسيات عديدة.
مؤسسة صقر بن محمد.. دعــم للمحتــاجين والنــزلاء
تضمنت إنجازات مؤسسة صقر بن محمد القاسمي للأعمال الخيرية والإنسانية، خلال عام 2025، تقديم وجبات إفطار صائم، في عدد من مناطق رأس الخيمة، بعدد إجمالي وصل إلى 750000 وجبة خلال الشهر الفضيل، وتوزيع قسائم شرائية ل«المير الرمضاني»، على الأسر المسجلة في المؤسسة، التي تنطبق عليها شروط استحقاق المساعدة. وقدمت المؤسسة، خلال العام الجاري، دعماً لنزلاء المؤسسة العقابية، بجانب تنظيمها ل«يوم زايد للعمل الإنساني». وتعتزم المؤسسة توفير «هدية صقر»، وهي عبارة عن سلال غذائية، مليئة بمواد غذائية عالية الجودة.
13 مليون درهم إجمالي مبادرات مؤسسة رأس الخيمة الخيرية
تأسست مؤسسة رأس الخيمة للأعمال الخيرية بموجب المرسوم الأميري رقم 12 لعام 2004، الصادر عن صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة. وتهدف المؤسسة إلى تقديم المساعدات المالية والعينية للأسر الفقيرة والمحتاجة في الإمارة. وبلغ الإجمالي العام لكلفة المبادرات والإنجازات، التي نفذتها المؤسسة خلال عام 2025,13,116,035 درهماً. ومن أهم المبادرات والإنجازات، التي ترجمتها المؤسسة إلى واقع حي، خلال 2025، لصالح الأسر المحتاجة، تحقيقاً لأهدافها في دعم الفئات المجتمعية الضعيفة ومساندتها في مختلف الجوانب المعيشية والتعليمية والصحية- مبادرة المساعدات المُوجهة لكبار السن والعجزة، لتقديم دعم مادي ومعيشي لكبار السن من ذوي الدخل المحدود، استفادت منها 2049 حالة، بكلفة 4,102,780 درهماً.
دعم الطلبة والعلاج
تهدف مبادرة «دعم طلبة العلم» التي تنظمها مؤسسة رأس الخيمة للأعمال الخيرية إلى مساعدة الطلبة، من الأسر محدودة الدخل، على سداد الرسوم الدراسية، وتشجيعهم على مواصلة التعليم. واستفاد منها 529 طالباً وطالبة، بتكلفة إجمالية بلغت 2,618,725 درهماً.
مبادرة «علاجكم علينا» تهدف إلى تغطية تكاليف علاج المرضى، من ذوي الدخل المحدود، استفاد منها 510 مرضى، بكلفة بلغت 918067 درهماً. ومبادرة إسعاد ورعاية الأيتام، الرامية إلى تقديم الرعاية المادية والاجتماعية للأيتام وتحسين جودة حياتهم، واستفاد منها 67 يتيماً، بكلفة 243500 درهم.


















0 تعليق