علم الإمارات يرفرف عالياً احتفاءً بيوم رمز الشموخ

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد: راشد النعيمي
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وشعباً، مواطنين ومقيمين، في الثالث من نوفمبر من كلّ عام بالمناسبة الوطنية الغالية على القلوب «يوم العلم»، لتعكس ثقافة احترام العلم وبيان قدسيته بصفته رمزاً لسيادة الدولة ووحدتها واستخدامه رمزاً للوطن والانتماء له ولتجسد هذه المناسبة مشاعر الاتحاد، والتكاتف المجتمعي والتلاحم الوطني بين أبناء الإمارات، ومشاعر التسامح والسلام والإخاء بينهم وبين الإنسانية جمعاء.
وعبر فعالية وطنية موحّدة تبدأ برفع علم دولة الإمارات في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة والمدارس في الساعة 11:00 صباحاً، حيث يُعزف النشيد الوطني وتُقام وقفة احترام تعبيراً عن الولاء والانتماء يتحول اليوم إلى مناسبة مفعمة بالفخر الوطني، حيث تُنظّم المدارس والجهات التعليمية فعاليات متنوعة تشمل عروضاً وطنية، وورش رسم، وأناشيد، وارتداء الأزياء التراثية وألوان العلم، في حين تشهد المؤسسات الرسمية والخاصة برامج رمزية وكلمات خطابية تعبّر عن قيم الاتحاد.

مصدر إلهام


وتعد دولة الإمارات الدولة الأولى التي أطلقت فعالية «يوم العَلَم» لتكون مصدر إلهام عدد من دول العالم التي اتخذت هي الأخرى فعالية «يوم العَلَم» يوماً للاحتفال، وطالما كانت الإمارات سبّاقة في المبادرات الوطنية الفريدة، حيث إن هذه المناسبة تعبّر عن الاعتزاز بالهُوية الوطنية التي يتسابق إليها الكبير قبل الصغير، ومشاعر الفداء والوفاء التي تأتي لتوعية الأجيال الناشئة بأهمية الحفاظ على هُوية دولة الإمارات، وتنمية روح الولاء والانتماء لديهم.


ويجسد يوم العَلَم الإماراتي، روح الاتحاد والتكاتف والانتماء الوطني، ويأتي ليعزز القيم التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وإخوانه المؤسسون وفي هذه المناسبة الوطنية، تتحد مشاعر الفخر الوطني، حيث يرفع العَلَم الإماراتي ليرفرف عالياً رمزاً للفخر والانتماء والوحدة الوطنية، ويتجلى هذا اليوم في كثير من الفعاليات الوطنية التي تعزز الروح الوطنية والولاء والانتماء لدولة الإمارات.
ويأتي «يوم العَلَم» بعد اعتماده من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عام 2012، للاحتفاء به رمزاً لمنجزات دولة الإمارات الاستثنائية في مختلف المجالات والميادين، وللحفاظ على مكتسبات الوطن من أبناء الدولة، والحرص على أن يكون مصدر الفخر والاعتزاز في المحافل كافة، الأمر الذي يعزز روح الانتماء لأرض الوطن، ويزيد عمق مشاعر التواصل والتلاحم بين أبناء شعبها.

3 نوفمبر


يوافق 3 نوفمبر من كلِّ عام الذي اختير للاحتفاء بيوم العَلَم ذكرى تولِّي المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئاسة دولة الإمارات، وهو مناسبة تحتفل بها جميع الجهات في أبوظبي ودولة الإمارات، بإقامة فعاليات رفع العَلَم تعبيراً عن الوحدة والتلاحم.
وفي الثالث من نوفمبر عام 2013 دعا صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال كلمة وجهها إلى شعب دولة الإمارات إلى بدء حملة وطنية وشعبية شاملة ومستمرة احتفالاً بـ «يوم العلم»، الذي يصادف الثالث من نوفمبر، ذكرى تولي المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، رئاسة الدولة.
ودعا سموّه، أبناء الإمارات، وبناتها، إلى رفع العَلَم ومشاركة الجميع هذه اللحظات. كما وجه الجهات والدوائر والوزرات الاتحادية عبر مبانيها كافة، إلى رفع عَلم الدولة بالتزامن، يوم الأربعاء الموافق السادس من نوفمبر في تمام الساعة 12 ظهراً في إشارة لتوحيد عَلَم دولة الإمارات، عبر أراضيها ومبانيها كافة.

دليل إجرائي


وأصدر مجلس الوزراء بهذه المناسبة دليلاً إجرائياً وإرشادياً متكاملاً عن استخدامات علم الدولة تضمن شرحاً عن التعامل معه في الأحوال كافة بما يوحد استخداماته ويحفظ هيبته من العبث ويحافظ عليه رمزاً للوطن وشعاراً لشعب الإمارات.
وأكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كلمته التي وجهها إلى شعب الإمارات أن «علم الدولة يمثل اتحاد إرادتنا وعزيمتنا واتحاد قدراتنا ووحدة بيتنا ورؤيتنا ومستقبلنا.. ويوحد قلوبنا على عشق تراب وطننا ويوحد طاقاتنا وإمكاناتنا لصنع مستقبل بلدنا».
وأضاف سموّه «نستذكر الأيادي الطاهرة للمؤسسين التي رفعت العلم أول مرة ونستحضر التضحيات التي أبقته مرفوعاً خفاقاً على مدار أربعة عقود. ونتذكر المنجزات والمكتسبات التي رسخت مكانته بين دول العالم وحجزت له مكاناً متقدماً بين الأمم والشعوب».
ودعا سموّه، الجميع للاحتفاء بالعلم ورفعه عالياً خفاقاً في كل مكان ومشاركة الجميع هذه الصور عبر وسائل الإعلام والاتصال كافة، لأنه رمز عزة هذا الشعب وسر قوته و مصدر فخره واحترامه.

قصة ومسيرة


العلم هو أحد أقوى الرمزيات في التاريخ الإنساني التي تُعبّر عن هُوية الدولة واستقلالها ومكانتها بين الأمم. لا يُختزل دور العلم في كونه راية تُرفع، بل يُجسّد عمقاً وطنياً وتاريخياً ويعكس مسيرة النضال التي خاضتها الدول – عادة - نحو الوحدة أو الاستقلال أو التقدم. ألوان العلم وأشكاله ليست عشوائية، بل تحمل رسائل رمزية تعبّر عن قيم الدولة الأساسية، مثل الشجاعة، السلام، القوة، العدل، أو الازدهار. لذلك، فالعلم انعكاس مرئيّ لمبادئ الدولة، ويُستخدم لتمثيلها رسمياً في الداخل والخارج.
اعتمد عَلَم دولة الإمارات العربية المتحدة، حين رفعه لأول مرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في الثاني من ديسمبر عام 1971 في أعقاب إعلان قيام الدولة، ليصبح بذلك عَلَمها الرسمي، ورايتها التي تمثلها في المحافل والأزمنة كافة، ورمزاً لهُويتها التاريخية، ويجسد طموحات شعبها وآماله. كما يرافقه على الدوام السلام الوطني.
ويعد العلم رمزاً لسيادة الدولة وعزتها واستقلالها، وولاء أبنائها، ما يستوجب وضع الأطر اللازمة لضمان احترامه وسموّ مكانته ورفعته، ولهذا قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بسنّ القانون الاتحادي رقم 2 بتاريخ 2 ديسمبر 1971 بشأن عَلَم دولة الإمارات العربية المتحدة، وتلا ذلك إصدار مجلس الوزراء القرار رقم (5) لعام 1996 بلائحة قواعد رفع العَلَم، لتنظيم طريقة تعامل الأفراد والمؤسسات معه وفقاً لأعلى أصول اللياقة.

تصميم العَلَم


عكس عَلَم دولة الإمارات طموحات وقيم شعب الإمارات، حيث تعني ألوان العلم أن: الأبيض يرمز إلى عمل الخير والعطاء، ومنهج الدولة لدعم الأمن والسلام في العالم. والأخضر يعبر عن النماء والازدهار والبيئة الخضراء، والنهضة الحضارية في الدولة. واللون الأسود إلى قوة أبناء الدولة ومنعتهم وشدتهم، ورفض الظلم. واللون الأحمر إلى تضحيات الجيل السابق لتأسيس الاتحاد، وتضحيات شهداء الوطن لحماية منجزاته ومكتسباته.
تمثل ألوان العلم المبادئ التي قامت عليها دولة الإمارات، وكل ما كان حكامها يأملونه لدولتهم الناشئة، من القوة والعزة والمنعة، ونشر السلام والخير والازدهار والنماء والرخاء لمواطني الدولة والمقيمين على أراضيها. كما تمثل مبادئ نشر الخير والبذل والعطاء الذي يتميز به أبناء الدولة، وتجسيد تضحيات الآباء والأجداد والتضحيات التي ستقدمها الأجيال القادمة في سبيل حماية مكتسبات الوطن وإنجازاته.

سواري العلم


تضم كل إمارة، سارية خاصة بالعَلَم، حيث افتتحت سارية العَلَم في أبوظبي خلال 2007، وطول العلم 30 متراً وعرضه 15 متراً، ويرفرف على سارية طولها 123 متراً على كورنيش أبوظبي. وتحتضن دبي سارية عَلَم الاتحاد، حيث يرفرف على ارتفاع 120 متراً فوق المبنى الذي شهد إعلان ميلاد دولة الاتحاد في دار الاتحاد «قصر الضيافة». وفي الشارقة، تحتوي جزيرة العَلَم على سارية بارتفاع 123 متراً.
وفي عجمان، توجد سارية في حديقة الغرفة بمنطقة الجرف في مدينة عجمان، على ارتفاع 120 متراً. بينما يرتفع قرب مدينة محمد بن زايد في الفجيرة على سارية ارتفاعها 120 متراً. ودشنت أم القيوين سارية العَلَم في حديقة الخور على ارتفاع 120 متراً. كما دشنت في العام نفسه رأس الخيمة سارية بطول 120 متراً على خور رأس الخيمة.

المعينة: لم أنم ليلة الكشف عن تصميم العلم

لعلم دولة الإمارات قصة، يرويها فيديو وثائقي قصير أنتجه مكتب الاتصال الحكومي في الأمانة العامة لمجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل بمناسبة يوم العلم، يتحدث فيه مصمم العلم عبدالله محمد المعينة، عن قصة اختيار تصميمه ضمن مسابقة وطنية أعلن عنها لتصميم علم خاص باتحاد دولة الإمارات.

بدأت القصة عندما قرر المعينة المشاركة في مسابقة تصميم علم الدولة حينها، محدداً هدف المشاركة بأن تكون له بصمة تذكر مع التاريخ. ويصف المعينة ما آلت إليه حاله وهو ينتظر نتيجة المسابقة منذ لحظة إرسال التصاميم، حيث عاش حالة من القلق واللهفة والانتظار إلى اللحظة التي سيتم فيها إعلان اتحاد الإمارات وإلى معرفة مصير التصاميم التي قدمها للمسابقة.

وأضاف المعينة أن حالة التلهف تطورت لديه فصار ينتظر بشغف وقلق عرض التصاميم المختارة من قبل اللجنة على المجلس الأعلى للاتحاد لاختيار أحدها وبقي الأمر معلقاً من دون الإعلان عن التصميم الفائز انتظاراً لإعلان اتحاد الإمارات.

وأشار إلى أنه في ليلة الإعلان لم ينم وكان ينتظر نتيجة المسابقة وعندما لم تعلن ذهب في الصباح الباكر حتى يرى رفع علم الاتحاد أول مرة وعندما رآه لم يصدق نفسه وظل واقفاً أكثر من ساعة ينظر إليه مدققاً في ألوانه ولم يهدأ له بال إلا في اليوم الثاني عندما نشرت جريدة الاتحاد صورة العلم.

وقال معلقاً على رفع العلم حينها «شعرت بالفخر عندما رأيت يد الشيخ زايد ترفع العلم، واعتبرته أكبر وسام لي في حياتي».

ويتذكر جائزة المسابقة التي تسلمها حينذاك وكانت 4 آلاف درهم، وكان مبلغاً كبيراً في تلك الفترة.

ويروي المعينة خلال الفيديو دلالات الألوان التي اختارها لعلم الدولة.

علم يرفرف في الفضاء والقمم


على مدى أكثر من عقدين، حمل الإماراتيون علم الدولة إلى آفاق غير مسبوقة، من اتساع الفضاء إلى أراضي القطب الجنوبي المتجمدة وأعلى قمم العالم على مدار سنوات وعبر أفراد وفرق، كان أحدثها في سبتمبر الماضي، عندما وصل 15 منتسباً من برنامج نحو القمم التابع لمؤسسة الشارقة لتطوير القدرات، إلى قمة جبل «إلبروس» في روسيا، أعلى قمة في القارة الأوروبية بارتفاع 5642 متراً، رافعين علم الإمارات في لحظة وطنية تعكس روح العزيمة والانتماء والفخر.
وفي 13 مايو حقق المغامر الإماراتي سعيد المعمري، إنجازاً جديداً في الرياضات الجبلية، بعدما نجح في تسلق قمة كانشينجونغا «8586 متراً» أعلى قمة في الهند وثالث أعلى قمة في العالم، في رحلة استغرقت أربعة أيام. ومع وصوله، رفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة، وصورة صاحب السموّ حفظه الله. وفي ديسمبر 2023 رفع فريق متزلجي الإمارات علم دولة الإمارات على قمة «سولدن» الجبلية في منتجع سولدن النمساوي على ارتفاع 3040 متراً.
وفي سبتمبر 2023 تسلم صاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، علم دولة الإمارات، من رائد الفضاء سلطان النيادي، خلال استقباله بعد الوصول إلى أرض الوطن.
كما حرص هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي خلال مهمته التاريخية التي تعد ضمن برنامج الإمارات الفضائي، على اصطحاب العلم في 25 سبتمبر 2019.

أخبار ذات صلة

0 تعليق