درب الساعي.. احتفال متجدد بالإرث القطري الأصيل

الراية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الدوحة - هيثم الأشقر:

تُوَاصِلُ فعاليات درب الساعي في قلب العاصمة الدوحة جذب الزوار من مختلف الأعمار، حيث تُقدّم تجربة متكاملة تعكس الإرث القطري الأصيل وتعزز قيم الانتماء والهوية الوطنية. وتستمر الفعاليات المتنوعة التي تنظمها وزارة الثقافة لتشمل عروضًا تراثية وحرفية، وتجارب تعليمية تفاعلية للأطفال والعائلات، بالإضافة إلى الأنشطة الفنية والموسيقية التي تُبرز المواهب الوطنية الشابة.

ويتيح درب الساعي للزوار فرصة الانغماس في حياة الماضي القطري، من خلال العروض الحية التي تروي تفاصيل الحياة البدوية والبحرية، وأساليب العيش التقليدية، ومجموعة من المقتنيات والمجسّمات التي توثق تراث دولة قطر. كما يمكن للزوار المشاركة في ورش الحرف اليدوية، وتجربة المأكولات الشعبية، والتعرف على العادات والتقاليد التي شكلت هوية المجتمع القطري عبر الأجيال.

حيث يتيح المتحف البحري للزوار الاطلاع على أساليب الصيد التقليدية والمراكب البحرية القديمة، بينما تقدم فعاليات العزبة والمقطر تجربة تفاعلية تحاكي حياة البدو في الصحراء. ولا يقتصر الاحتفال على الكبار فحسب، إذ تم تخصيص منطقة للأطفال تضم ورشًا تعليمية وفقرات حزاوي تراثية، تسمح للصغار بالتعرف على القصص الشعبية والحكايات التقليدية بطريقة ممتعة وتفاعلية، ما يعزز ارتباطهم بالهوية الوطنية والتراث القطري الأصيل.

وسط مشاركة واسعة من الأطفال.. سوسن الشعار لـ الراية: تجربة فنية تفاعلية في أستوديو الفخار ب «درب الساعي»

يُشَارك أستوديو الفخار التابع لمركز الفنون البصرية في فعاليات درب الساعي، من خلال تقديم تجربة فنية تفاعلية تتيح للجمهور التعرف على فنون الفخار والتشكيل بالطين، في إطار يجمع بين الإبداع الفني والبعد التراثي، ويعكس ارتباط هذه الحرفة بالهوية الثقافية القطرية، حيث تستقطب الورشة مشاركين من مختلف الأعمار، وتوفر لهم فرصة خوض تجربة عملية قائمة على التعلم بالممارسة، ضمن أجواء فنية مفتوحة تشجع على التعبير الحر والابتكار. وقالت سوسن الشعار، مشرفة ورشة الفخار في درب الساعي من مركز الفنون البصرية: إن الورشة تقوم على إتاحة تجربة الفخار للمشاركين، من خلال تعريفهم بأساسيات العمل بالطين والتقنيات المستخدمة في التشكيل، موضحة أن الورشة تعتمد على التشكيل اليدوي، حيث يحصل كل مشارك على كتلة من الطين ويعمل عليها بحرية، سواء في تشكيل أكواب أو صحون صغيرة أو سلال، ثم يضيف لمساته الخاصة من الزخرفة والتزيين بحسب ذوقه الشخصي، وأضافت أن الأعمال التي ينجزها المشاركون تأتي بمستوى جميل ولافت، ما يعكس تفاعلهم مع التجربة وحبهم للفن، وأشارت إلى أن مشاركة الورشة في درب الساعي مستمرة بشكل سنوي منذ انطلاق الفعاليات، وحتى اليوم، مؤكدة أن مادة الطين والفخار في حد ذاتها تُعد جزءًا أصيلًا من التراث، وتسهم بشكل مباشر في تعزيز مفاهيم الهوية والتراث القطري لدى الجمهور.

وشهدت الورشة إقبالًا ملحوظًا من العائلات والأطفال والشباب، الذين تفاعلوا مع الأنشطة المقدمة وحرصوا على خوض التجربة بأنفسهم، في أجواء تجمع بين التعلم والترفيه، حيث تحولت مساحة الورشة إلى منصة حيّة لاكتشاف المهارات اليدوية وتنمية الحس الفني، وسط اهتمام واضح بإحياء الحرف التقليدية بأسلوب معاصر يلامس مختلف الفئات العمرية، ويعزز حضور الفنون التراثية ضمن فعاليات اليوم الوطني في درب الساعي.

عبدالرحمن المعاضيد.. رئيس فعالية العزبة والمقطر: نقل الإرث الثقافي للأجيال الجديدة بأسلوب تفاعلي

تقدّم فعالية العزبة والمقطر في درب الساعي تجربة تراثية فريدة للزوار، حيث تعكس الحياة البدوية الأصيلة وتسلّط الضوء على أسلوب حياة الآباء والأجداد في التنقل على ظهور الهجن، وكيفية تمسّكهم بدينهم وعاداتهم وتقاليدهم رغم صعوبات الطريق ومشاق الرحلات الصحراوية. وقال عبدالرحمن البادي المعاضيد، رئيس فعالية العزبة والمقطر: «تُقدّم فعالية العزبة في درب الساعي صورة حيّة للنشء عن كيفية تنقّل الآباء والأجداد على الهجن، وكيف حافظوا رغم مشقّة الطريق على دينهم وعاداتهم وتقاليدهم». وأضاف إن الفعالية تهدف إلى نقل الإرث الثقافي للأجيال الجديدة بأسلوب تفاعلي وممتع، بحيث يشعر الزائر وكأنه يعيش تجربة الحياة البدوية.  وتضم الفعالية مجموعة متنوعة من الأنشطة، تشمل عروض ركوب الهجن، وتجربة الحياة في الخيام البدوية، إضافة إلى التعريف بالملابس التقليدية والأدوات المستخدمة في الحياة اليومية للصحراء. كما توفّر الفعالية مساحة للتفاعل المباشر مع الحرفيين المحليين، والاطلاع على مهاراتهم في صناعة الأدوات التقليدية والمقتنيات التراثية. وتعتبر هذه الفعالية جزءًا من جهود متواصلة لإحياء التراث القطري في فضاءات حية وتجارب تفاعلية، مما يجعل درب الساعي محطة أساسية للزوار الباحثين عن رحلة ممتعة ومفيدة في عالم التراث والثقافة الوطنية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق