تشهد بعض مغاسل الملابس في عدد من الأحياء بجدة مخالفات صحية وتنظيمية متكررة، وسط شكاوى متزايدة من مستهلكين في ظل ضعف الرقابة وغياب الالتزام بالاشتراطات المعتمدة من الجهات المختصة، خاصة تلك الصادرة من وزارة البلديات والإسكان في لائحة اشتراطات مغاسل الملابس والمفروشات.

الوقاية الشخصية

يقول عبدالعزيز القحطاني، إن أغلب المغاسل لا تلتزم العمالة بداخلها بزي موحد، ونجد العامل الأساسي بالمغسلة يرتدي ملابس متسخة وملوثة أثناء العمل، فضلا عن غياب وسائل الوقاية الشخصية، ما يثير مخاوف من انتقال الملوثات والبكتيريا إلى ملابس الزبائن، خصوصًا في المغاسل التي تتعامل مع مستلزمات المنشآت الصحية الصغيرة أو العمالة الميدانية، وأكد ملاحظته عدم فصل الملابس النظيفة عن المتسخة في مخالفة لأبسط قواعد السلامة الصحية، إذ يتم في بعض المغاسل تكديس الملابس في مساحات ضيقة دون تصنيف أو تعقيم كافٍ، ما يرفع احتمالات التلوث، فيما أشار عامل في مغسلة ملابس إلى عدم وجود أماكن استراحة مهيأة للعمال، حيث يعمل بعضهم لساعات طويلة دون مرافق مناسبة، الأمر الذي ينعكس سلبًا على بيئة العمل وصحة العاملين، ويؤثر في جودة الخدمة المقدمة للزبائن.

رقابة صارمة

يرى مسؤول السلامة والصحة المهنية عبدالله الأحمد، أن مغاسل الملابس تُعد من الأنشطة التي تتطلب رقابة صارمة، نظرًا لتعاملها المباشر مع ملوثات مختلفة، مؤكدا أن عدم الالتزام بالاشتراطات قد يشكل خطرًا صحيًا على المجتمع، وليس على العمال فقط. وطالب بتكثيف الجولات الرقابية على مغاسل الملابس، وفرض غرامات رادعة على المنشآت المخالفة، مع إلزامها بتوفير بيئة عمل صحية، وتدريب العمالة على أسس النظافة والسلامة المهنية.

فرز يدوي

من جهته اعتبر عادل المالكي، أن أغلب المغاسل مخالفة حيث نلاحظ أن أغلب التعامل مع الملابس الملوثة يتم بفرز يدوي من قبل العمال دون أن يكون هناك التزام بالزي الموحد أو ارتداء للقفازات أو الكمامات، وهذا قد يعرض العامل للخطر وبدوره قد ينقل العدوى للآخرين عبر الملابس، بينما تشترط اللوائح نقل الغسيل إلى المكائن باستخدام عربات مناسبة قابلة لإعادة التنظيف والتطهير المتكرر، وليس النقل اليدوي، إلا أن الواقع يشير إلى اعتماد النقل اليدوي في بعض المواقع، ما يرفع احتمالات التلوث. وشدد على أن معالجة هذه المخالفات تتطلب تفعيل الرقابة الدورية، ورفع مستوى الوعي لدى أصحاب المغاسل، إلى جانب إشراك المستهلك في الإبلاغ عن أي تجاوزات، حفاظًا على الصحة العامة وضمان جودة الخدمات المقدمة.

الصحة العامة

أشار استشاري مكافحة العدوى الدكتور محمد سمير إلى أن مغاسل الملابس تُعد جزءًا من منظومة الصحة العامة، خاصة تلك التي تتعامل مع ملابس المستشفيات والورش والمطاعم، مؤكدًا أن أي تهاون في فصل الغسيل الملوث عن النظيف أو في آليات النقل والتطهير قد يحوّل المغسلة إلى بؤرة لنقل الميكروبات.

وأوضح أن الاعتماد على النقل اليدوي للغسيل الملوث دون عربات مخصصة وقابلة للتطهير يُعد ممارسة خطرة، تتعارض مع معايير السلامة المعتمدة، وقد تؤدي إلى تلوث الأسطح والملابس النظيفة.

عقوبات رادعة

أوضح متخصصون في الشأن الرقابي أن تكرار هذه المخالفات يدل على الحاجة إلى تكثيف الجولات التفتيشية المفاجئة، وربط تجديد تراخيص مغاسل الملابس بمدى الالتزام الفعلي بالاشتراطات الصحية والفنية، وليس الاكتفاء بالمعاينة الشكلية، وأضافوا أن العقوبات الحالية في بعض الحالات لا تشكل رادعًا كافيًا، مطالبين بتطبيق عقوبات تصاعدية تشمل الغرامات والإغلاق المؤقت للمغاسل وأن التزام مغاسل الملابس بالاشتراطات الصحية ليس عبئًا ماليًا كما يعتقد البعض، بل هو استثمار طويل الأجل، إذ يرفع من جودة الخدمة ويحد من الشكاوى، ويعزز ثقة المستهلك، ما ينعكس إيجابًا على استدامة المنشأة وربحيتها.

اشتراطات البلديات والإسكان لمغاسل الملابس والمفروشات

1 - تقسم المغسلة لمنطقة ملوثة وأخرى نظيفة

2 - إتاحة إمكانية التواصل البصري

3 - تطبيق الترميز اللوني لملابس العمالة

4 - توفير أدوات تطهير وتنظيف الأيدي والملابس

5 - يجب على جميع العاملين استعمال وسائل الحماية الشخصية

6 - توفير غرفة لتغيير ملابس العمالة مجهزة بخزائن

7 - توفير منطقة استراحة للعمال مزودة بدورة مياه

8 - أحواض لغسيل الأيدي مزودة بالصابون السائل ومناشف ورقية

9 - يجب أن تكون محطات التهوية «هواء داخل/هواء خارج»

10 - أن تكون منطقة استقبال وفرز الملابس تحت ضغط جوي سالب.

متطلبات لسيارات النقل

1. أن تحتوي على صناديق مغلقة للملابس

2. يتم استخدام سيارات مختلفة لنقل الغسيل المتسخ والنظيف

3. تطهير سيارات النقل بعد كل عملية نقل.