رام الله - دنيا الوطن
نظّمت وزارة التربية والتعليم العالي، بالشراكة مع منظمة "اليونسكو"، اليوم الثلاثاء، لقاء موسعا لاستعراض نتائج التقييم الشامل لواقع التعليم العالي في قطاع غزة بعد الدمار الكبير الذي خَلَّفه عدوان الاحتلال، وتحديد أولويات الإغاثة والتعافي.

وشارك في اللقاء وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم، وممثلة "اليونسكو" في فلسطين ليلي نيستياني هايلو، وممثلون عن مؤسسات وطنية ودولية وسفارات، وبحضور حشد من أسرة الوزارة والمُهتمين.

وأظهر التقييم دمارا شبه كامل لمؤسسات التعليم العالي والتدريب المهني، وخسائر بشرية في صفوف الطلبة والأساتذة والموظفين عموما، وخسائر مادية واسعة شملت البنية التحتية والمختبرات والمعدات، إضافة إلى تعطل المنظومة التعليمية، إذ قَدَّم التقريرُ قاعدة بيانات دقيقة لتوجيه خطط التَّعافي وإعادة البناء.

وفي هذا السياق، أكد الوزير برهم التزام الوزارة بإعادة بناء قطاع التعليم العالي في غزة، ودعم الطلبة، واستعادة التعليم الوجاهي بأسرع وقت من خلال توفير بدائل للبنية التحتية المتهدّمة وتعزيز البيئة التكنولوجية.

وتطرق إلى أنَّ الاحتلال عمد إلى حملة تدمير ممنهجة وشاملة للجامعات، مشيرا إلى أن التقييم بما يشمله من بيانات شاملة ودقيقة يُعزّز تحديد طبيعة التدخلات وتفاصيل وأولوياتها، منوهاً إلى أنَّ أية خطة يجب أن تستحضر الطالب والأستاذ الجامعي وبيئة البنية التحتية، مؤكدا أن توفير أقساط الطلبة يُشكِّل أولوية.

من جانبها، دعت ممثلة اليونسكو: إلى دعم استمرارية تعلم طلبة التعليم العالي من خلال توفير مساحات تعلم مؤقتة، ومشروعات إعادة الإعمار ذات الأولوية، ومبادرات التعلّم الرَّقمي، وإعادة بناء القُدرات البحثية، وبرامج دعم الطلبة، مؤكدة التزام "اليونسكو" بحماية الحق في التعليم، ودعم حلول التعلم الرقمي والمدمج في غزة، وإعادة بناء القدرات المؤسسية، وضمان الوصول الشامل لجميع المتعلمين. 

وخلال كلمة الافتتاح، أشار رئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة لمؤسسات التعليم العالي معمر شتيوي إلى أن استهداف مؤسسات التعليم هو محاولة لضرب الذاكرة الأكاديمية والهوية العلمية الفلسطينية، مؤكدا أن الوزارة ومؤسسات التعليم العالي تنظر إلى استمرار العملية التعليمية بوصفها "فعل صمود وبقاء"، مشيرا إلى أهمية بناء خطط شاملة للتعافي تجمع بين الإغاثة العاجلة والرؤية الاستراتيجية طويلة المدى.

وأدار وكيل التعليم العالي بصري صالح جلسة حوارية تناولت آليات دعم التعافي وأدوار الشركاء في إعادة بناء منظومة التعليم العالي، وكذلك تحسين البيئة الرقمية، واستعادة القُدرات البحثية، وتوفير الدعم الأكاديمي والمالي للطلبة.

وفي ختام اللقاء، أوصى المشاركون بضرورة تكامل الجهود الوطنية والدولية لضمان استمرار العملية التعليمية في غزة، وتمكين الطلبة من الوصول إلى تعليم نوعي في بيئة آمنة ومستقرة.