تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع دخول ذروة فصل الشتاء، يجد الكثيرون أنفسهم فريسة لمشاعر الخمول، تقلب المزاج، والرغبة في العزلة؛ وهي أعراض تُعرف طبياً بـ "الاضطراب العاطفي الموسمي" (SAD). وفي هذا السياق، كشف الدكتور جيريمي لندن، جراح القلب والأوعية الدموية المعتمد بمستشفى "جوزيف" في دنفر، عن ثلاث نصائح مدعومة علمياً لتجاوز هذه الفترة بسلام، وفقاً لتقرير نشره موقع "تايمز أوف إنديا".
ما هو "اكتئاب الشتاء"؟
يوضح التقرير أن الاكتئاب الموسمي هو اضطراب مرتبط بتغير الفصول، يبدأ عادة في أواخر الخريف ويستمر طوال الشتاء. ويؤكد الخبراء أن قلة ضوء النهار وبرودة الطقس تسببان خللاً في الإيقاع اليومي للجسم، مما يؤثر بشكل مباشر على الهرمونات المسؤولة عن السعادة والنشاط.
ولمكافحة هذا الاضطراب، حدد الدكتور لندن ثلاث خطوات أساسية:
1. ضوء الشمس: "المفتاح السحري" لساعتك البيولوجية
يعد التعرض لضوء النهار الطبيعي أهم تدخل علاجي. ويوضح الدكتور لندن حقيقة طبية مذهلة، وهي أن "تعرض العين للضوء أهم من تعرض البشرة له"؛ إذ يرسل الضوء إشارات للمخ لإفراز هرمون "السيروتونين" (هرمون السعادة) وإعادة ضبط الساعة البيولوجية.
وفي دراسة حديثة لعام 2025 صادرة عن جامعة "ميشيجان"، أكدت الدكتورة روبي كيم أن البشر يتأثرون فسيولوجياً بطول النهار، وأن كمية ضوء الشمس التي تصل إلينا تتحكم في قدرتنا على التكيف مع جداولنا اليومية وضغوط العمل.
2. الحركة كدواء: 30 دقيقة تكفي
يؤكد الأطباء أن النشاط البدني في الشتاء ليس للرشاقة فحسب، بل هو "صيانة للدماغ". وأشارت دراسة من جامعة "تكساس" إلى أن استبدال 30 دقيقة فقط من الجلوس بنشاط بدني خفيف يمكن أن يُحدث تحولاً جذرياً في الحالة المزاجية، حيث تفرز الحركة مواد كيميائية في الدماغ تعمل كمضادات طبيعية للاكتئاب.
3. "فيتامين الشمس" ومكملات فيتامين (د)
يُعرف فيتامين (د) بدوره الحيوي في دعم الصحة النفسية، خاصة في الشتاء حيث يقل إنتاجه الطبيعي في الجسم بسبب غياب الشمس. ومع ذلك، يوجه الدكتور لندن نصيحة هامة: "المكملات مفيدة فقط إذا ثبت مخبرياً أن مستويات الفيتامين لديك منخفضة"، لذا يُفضل إجراء فحص دم قبل البدء بتناولها لضمان الفاعلية.
خلاصة النصيحة الطبية:
لا تدع قصر ساعات النهار يثبط همتك؛ فالخروج للهواء الطلق، والمحافظة على الحد الأدنى من الحركة، ومراقبة مستويات الفيتامينات، هي ثلاثية ذهبية تضمن لك شتاءً دافئاً نفسياً وجسدياً.