كوزمين: لا وقت للإحباط.. وحلم كأس العالم لايزال حياً

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم مرارة عدم التأهل المباشر إلى مونديال 2026، إلا أن آمال منتخب الإمارات بالصعود إلى كأس العالم مازالت قائمة، حيث سيخوض الملحق العالمي، ورغم عدم سهولته إلا أن تجاوزه ليس مستحيلاً، لاسيما إذا خدمت «الأبيض» فرصة الوقوع مع منتخبات ليس من الصعب تخطيها.

شدد الروماني كوزمين مدرب الإمارات على ذلك، ودعا إلى استنهاض الهمم مجدداً، وأكد أن الوقت حالياً ليس للدموع والشعور بالإحباط، بل الوقوف على الأقدام من جديد والتطلع للمرحلة المقبلة حين نخوض الملحق الآسيوي الثاني ثم العالمي.

وفقد «الأبيض» فرصة التأهل مباشرة إلى كأس العالم بعد الخسارة أمام قطر 1-2، وسيلعب أمام العراق في الملحق الآسيوي الثاني والفائز يتأهل إلى الملحق العالمي الذي يضم منتخبات من أمريكا الجنوبية وإفريقيا والكونكاكاف وأمريكا الشمالية.

وقال كوزمين: كرة القدم ليست عادلة، ولم يكن هناك حياد في نظام التصفيات حيث كان يجب أن نلعب في أرض محايدة، وعموماً أنا فخور باللاعبين رغم الخسارة، وأقول لهم هذه ليست النهاية، بل بداية جديدة يجب أن نتعلم منها الكثير، وعلينا أن ننهض سريعاً ونستعد للخطوة الثانية.

وانتقد كوزمين عدم احتساب الحكم وقتاً ضائعاً على الوقت الضائع الذي قدره ب15 دقيقة، رغم أن التوقفات كانت كثيرة ووصلت أحياناً إلى 6 دقائق في توقف واحد.

وعن الخسارة أمام قطر قال كوزمين: صعب الحديث بعد مثل هذه المباراة التي خضناها، سنحت لهم كرتان حرتان وفرصة وسجلوا هدفين، ونحن سنحت لنا العديد من الفرص ولم نسجل، وللأسف منحناهم هديتين.

وتابع: لو بقيت المباراة بنتيجة 1-0 لكان يمكن العودة، لكن بعد الهدف الثاني لقطر أصبحت الأمور أكثر صعوبة.

وأكد كوزمين «في مثل هذه المباريات الحاسمة كان لا يجب أن نستقبل مثل تلك الأهداف السهلة».

وقال: الخسارة يجب أن لا توقف طموحنا، بل التعلم منها في المباريات المقبلة، الوقت ليس للدموع، يجب أن نقاتل مرة أخرى.

ضياع الفرصة

مما لا شك فيه أن لاعبي الأبيض فوتوا على أنفسهم فرصة كتابة التاريخ، وصنع المجد، لاسيما ان حظوظ المنتخب كانت هي الأقرب، قياساً إلى خوض لقاء قطر بفرصتي الفوز والتعادل، بعدما كان قد تغلب على نظيره العماني، مقابل تعادل قطر مع عمان.

ووجد «الأبيض» نفسه الآن في موقف صعب ومعقد، بعدما اختار سلوك الدرب الشائك، عبر خوض الملحق العالمي الذي سيبدأ بمواجهتين مع نظيره العراقي يومي 13 نوفمبر/ تشرين الثاني في الإمارات، و18 منه في العراق.

وسيعبر الفائز من موقعة منتخب الإمارات والعراق إلى الملحق العالمي الذي ستلعب منافساته في مارس/ آذار 2026، علماً أن قرعة المونديال ستسحب في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

نظام الملحق

يضم الملحق العالمي 6 منتخبات بواقع منتخب عن كل اتحاد قاري (الإمارات أو العراق عن آسيا)، إلى جانب 4 منتخب عن القارة الإفريقية (الكاميرون ونيجيريا والكونغو الديمقراطية والغابون، ستلعب فيما بينها لتحديد ممثل واحد للقارة في الملحق)، وآخر من أوقيانوسيا، وبوليفيا عن أمريكا الجنوبية إلى جانب منتخبين من اتحاد أمريكا الشمالية والكاريبي وكونكاكاف.

وسيتم تقسيم المنتخبات إلى فئتين الأولى تضم المنتخبين الأعلى تصنيفاً وأربعة غير مصنفة. ويلعب كل منتخبين من المنتخبات غير المصنفة، الدور نصف النهائي من مباراة واحدة، ثم يتأهل الفائز للمباراة النهائية، ليواجه منتخباً من المنتخبات المصنفة حيث يتأهل الفائز مباشرة الى النهائيات العالمية.

لماذا خسر الأبيض؟

خاض المدير الفني الروماني أولاريو كوزمين اللقاء بتشكيل شهد 4 تغييرات عن القائمة الأساسية التي اعتمد عليها في مواجهة عمان، مع إجراء تعديلات تكتيكية بأسلوب اللعب، وتبديل مراكز بعض اللاعبين بهدف بسط السيطرة وإحكام التفوق على مجريات المباراة، مع السعي لاستغلال أنصاف الفرص أمام المرمى العنابي.

وشارك ماركوس ميلوني الظهير الأيمن في مباراة عمان كلاعب ارتكاز مع يحيى نادر الذي كان أبرز وأنشط عناصر المنتخب، في وقت دفع كوزمين بلاعب الوحدة علاء زهير في الجانب الأيمن.

وكان اللافت رهان المدرب على كايو كانيدو كلاعب وسط في الجانب الأيمن، بينما منح خيمينيز حرية اللعب كمهاجم ثان أو مهاجم متأخر خلف كايو لوكاس الذي كان أحد ضيوف الشرف في اللقاء بعدما افتقد الدعم والمساندة، ولم ينجح في الهرب من كماشة الرقابة الدفاعية.

ولم يحسن المنتخب حسم الشوط الأول، رغم أفضليته في السيطرة وامتلاك الكرة، فجاءت المحاولات التي لم يحسن رجال كوزمين ترجمتها، في سيناريو سعى من خلاله الجهاز الفني إلى جر المباراة وإنهاء الحصة الأولى بالتعادل السلبي.

الكرات الثابتة

تمكن المنتخب القطري الذي لم يظهر بأنياب هجومية مميزة من حسم المباراة في الحصة الثانية بسلاح «الكرات الثابتة» التي شكلت مرة جديدة عاملاً مؤثراً وحاسماً في غير صالح منتخبنا، بعدما استغل أصحاب الأرض الركلة الاولى حين لعبها أكرم عفيف بالمقاس على رأس خورخي بوعلام الذي أرتقى عالياً ولعبها في شباك خالد عيسى، ما اربك حسابات الأبيض.

ورغم المحاولات والسعي لإدراك التعادل، عادت الكرات الثابتة، لتشكل عامل الحسم في اللقاء، حين انبرى أكرم عفيف مرة جديدة لمخالفة عن الجانب الآخر، ليلعبها ساقطة لم يحسن خالد عيسى في قراءتها ليتطاول لها بيدرو ميغيل ويحولها في مرمى الإمارات.

لعب متقطع

وشهدت الحصة الثانية من زمن المباراة «لعب متقطع»، حيث لم يستمر اللعب الفعلي لأكثر من 5 دقائق، حتى تدخل المباراة في فترة توقف، سواء لإصابة لاعب، أو اعتراض على قرار، ورمي عبوات المياه على أرض الملعب.

وقام كوزمين بتغييرات هجومية أملاً في قلب الطاولة، خاصة مع النقص العددي للمنتخب القطري بعد طرد طارق سلمان، ليتمكن الثنائي البديل فابيو ليما من صنع هدف تقليص الفارق إلى سلطان عادل الذي كان قد اهدر قبلها فرصتين بكرتين رأسيتين.

وسارع الحكم الأوزبكي لإعلان صافرة نهاية المباراة، دون تعويض دقائق الوقت بدل الضائع التي لم تلعب بسبب التوقفات، وهو ما أثار غضب المسؤولين سواء كوزمين أو حتى الجهاز الإداري.

فرصة العمر

مع انتهاء التصفيات الاسيوية، وتوجه الأنظار إلى فرصة المشاركة في الملحق العالمي، يبقى الأمل قائماً بلغة المنطق والحسابات، لكن الثابت أن منتخب الإمارات أضاع فرصة العمر مرة جديدة من أجل حسم بطاقة العبور إلى المسرح العالمي وحجز مقعد بين الكبار في الحدث الأهم على صعيد المستديرة الصغيرة.

لا شك أن هذه المشاركة، بل تفاصيلها الفنية والإدارية تحتاج إلى تقييم ودراسة ووضع خطط للتعامل مع تلك الأحداث بكل تفاصيلها، سواء تلك التي تتعلق بما حدث في التصفيات الأولية، أو في الملحق الآسيوي سواء على مستوى آلية المشاركة وتوزيع جدول المباريات، أو حتى على مستوى الجوانب الفنية، دون الإغفال عن القرارات التحكيمية التي أثارت غضب اللاعبين والجماهير، وأثرت بالسلب على سيناريو المباراة الحاسمة.

دروس مستفادة

أما على صعيد الدروس الفنية، فقد شكلت تلك المشاركة رغم مرارتها فرصة كبيرة للجهاز الفني واللاعبين من أجل كسب الخبرات، والتأكيد على حجم الفوارق ما بين اللعب في الدوري واللعب على المستوى الدولي، خاصة مع غياب الخبرة الدولية عن غالبية اللاعبين الذي لم يصل غالبيتهم إلى 10 مباريات دولية، باستثناء الحارس خالد عيسى.

النهوض من جديد

وسيحتاج الجهاز الفني مع المسؤولين والقائمين على الأبيض للجلوس من جديد على «طاولة مستديرة» من أجل وضع كل ما حدث فوق الطاولة، ودراسة وتقييم كل الأسباب، ومناقشة سبل الحفاظ على الأمل في النفوس، وعدم رمي المنديل، مع تأكيد واضح أن المهمة بات صعبة جداً ومعقدة، بعدما قررنا سلك الطريق الشائك، لكن لا يزال هناك ضوء في آخر النفق، و«ما دام الأمل طريقاً فسنحياه».

أخبار ذات صلة

0 تعليق