واصلت الندوة العلمية للمجلس الدولي للرياضة العسكرية «السيزم 2025» عقد جلساتها في أبوظبي، لليوم الثاني على التوالي، بتنظيم من وزارة الدفاع وبمشاركة نخبة من كبار المسؤولين العسكريين والخبراء والأكاديميين والباحثين من مختلف دول العالم.
وشهد اليوم الثاني من الندوة، وشعارها «الجاهزية البدنية والمرونة في القوات المسلحة: التحديات واستشراف المستقبل»، زخماً علمياً ومعرفياً واسعاً، من خلال محاضرات وجلسات تخصّصية ركزت على مفاهيم الابتكار والتكيّف الفسيولوجي والأداء البشري في البيئات القاسية، وذلك في إطار الجهود الهادفة إلى تعزيز التعاون البحثي الدولي وتطوير المنهجيات الحديثة في التدريب العسكري والعلوم المرتبطة بالجاهزية العملياتية.
وعكست مناقشات اليوم الثاني الطابع العلمي المتقدّم للندوة ودورها المتنامي كمنصة تجمع بين الأوساط الأكاديمية والقيادات العسكرية والمؤسسات البحثية لمواجهة التحديات المشتركة في إعداد جندي المستقبل، من خلال الدمج بين العلم والتدريب والتكنولوجيا وتعزيز التعاون الدولي في مجالات الجاهزية والمرونة العسكرية.
إعداد جندي المستقبل
واستهلت أعمال اليوم الثاني بمحاضرة رئيسية قدّمها البروفيسور يانيس بيتسيلايدس، أستاذ علوم الرياضة والتمارين البدنية في جامعة «برايتون» بالمملكة المتحدة عضو اللجنة الطبية والعلمية للجنة الأولمبية الدولية، بعنوان «الحرارة والارتفاع والبيئة العدائية: إعداد جندي المستقبل لمواجهة البيئات القاسية»، استعرض خلالها التحديات الفسيولوجية والبيئية التي تُواجه القوات المسلحة، وسبل تطوير استراتيجيات مبتكرة؛ للحفاظ على الأداء في الظروف العملياتية الصعبة.
وأدار الجلسة الدكتور كارل فريدل، مدير برنامج الجاهزية العملياتية الاستراتيجية بوزارة الدفاع الأمريكية وأستاذ باحث في جامعة «كاليفورنيا»، إلى جانب الرائد فلورنتيا سفاكيانو، ضابطة وباحثة في القوات البحرية اليونانية.
وفي المحاضرة الثانية، ألقى الأستاذ المشارك جيسون لي، من قسم الفسيولوجيا في جامعة سنغافورة الوطنية ومدير مركز أبحاث الأداء البشري، محاضرة بعنوان «محاربو الحرارة: الأداء العسكري في درجات الحرارة المرتفعة»، تطرّق فيها إلى أحدث الأبحاث حول الإجهاد الحراري واستراتيجيات الترطيب والتكيف مع التدريب في الأجواء الحارة.
التعافي البدني
وتناولت الجلسات دمج مفاهيم اللياقة الوظيفية مع الاختبارات الفسيولوجية والمراقبة الرقمية للتعافي البدني لدى العسكريين، حيث قدّمت الأستاذة المُقدّم أنيت شميت، أستاذة وباحثة في علوم الرياضة العسكرية بالقوات المسلحة الألمانية، عرضاً مشتركاً مع الرائد الدكتور توم براندت حول متطلبات اللياقة البدنية للجنود في القرن الحادي والعشرين.
كما قدّم فريق من الأكاديمية الجوية البرازيلية، ضمّ كلاً من جومار سوزا جونيور، ورودريغو مونتيرو، ومارسيلو ريبيرو، وأندريه كوتينهو، وألان كوستا، وألكسندر غورغيل، ولياندرا دي ميلو، وإدواردو بيريرا، دراسة متخصصة حول تطبيق بروتوكولات اختبار الأداء البدني للطلبة العسكريين. بينما استعرضت الباحثتان في فسيولوجيا التمرين الرياضية دانييلي دي ميلو وجيلسون بيير من سلاح الجو البرازيلي، تجربة استخدام التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء لمتابعة التعافي لدى الرياضيين العسكريين، موضحتين تطبيقاتها في برامج الاستشفاء العملياتي للقوات المسلحة.
وناقش الخبراء أحدث الابتكارات في التدريب العسكري والتقنيات الدفاعية الحديثة، حيث قدّم العقيد الدكتور هاشل الطنيجي، رئيس قسم أبحاث الأداء البشري في القوات المسلحة الإماراتية، بالاشتراك مع الخبير البريطاني جيمي رايت، ورقة بحثية حول توظيف التقنيات القابلة للارتداء في قياس مستويات الإجهاد والتحمّل البدني لدى المتدربين العسكريين، كما عرض العقيد أندريه بوليتوف، ضابط رفيع وعضو اللجنة العلمية للمجلس الدولي للرياضة العسكرية في القوات المسلحة الروسية، بحثاً تناول سُبل تحسين التدريب البدني في البيئات ذات المناخ الحار.
وشارك العميد لطفي بوقرة، عضو اللجنة العلمية في المجلس الدولي للرياضة العسكرية في تونس، في إدارة الجلسة إلى جانب العقيد بوليتوف، فيما استعرض الباحثان نغوفان إيفانكوفيتش من كرواتيا ودراغان تودوروف من صربيا، ابتكارات في التعليم الرياضي العسكري. بينما ناقشت أولغا موجشيل، من المعهد العسكري للتربية البدنية في روسيا، التحديات التي تُواجه الطلبة الأجانب في التخصصات العسكرية.
الرعاية الطبية
وفي الجلسة الختامية التي حملت عنوان «الطب الرياضي والترطيب وعلوم الأداء»، استعرض الباحث غييرمو بورتوغال باحث في مدرسة التدريب البدني للقوات البحرية البرازيلية دراسة متعددة الجنسيات حول تحليلات الترطيب لدى النساء في القوات البحرية. كما قدّم الطبيبان كريستوف هولترم وكريستوف شولزه من الخدمات الطبية للقوات المسلحة الألمانية، عرضاً حول أنظمة الرعاية الطبية لنخبة الرياضيين العسكريين.
وشارك فريق من وزارة الدفاع الإسبانية، بدراسة حول دور التمارين البدنية في تحسين التعافي من سرطان الرئة لدى العسكريين. فيما ناقش الباحث إدواردو رودريغز باحث في الأكاديمية العسكرية البرتغالية، وبمشاركة البروفيسور فابريسيو بوسكولو من جامعة «ساو باولو» في البرازيل، والبروفيسور خوسيه فيلاشا ألفيش من جامعة «تراس أو مونتيس وألتو دورو» في البرتغال، استجابات الأداء الفسيولوجي في تدريبات المحاكاة للرياضات القتالية المختلطة.
0 تعليق