الإعلام الأمريكي.. كيف صنع أسطورة الجولاني من إرهابي لقائد المعارضة السورية؟

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإعلام الأمريكي.. كيف صنع أسطورة الجولاني من إرهابي لقائد المعارضة السورية؟, اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2024 01:19 صباحاً

تصدّر اسم أحمد حسين الشرع، المعروف باسم «أبو محمد الجولاني» المشهد السوري بعد سقوط نظام الأسد، ذلك الشخص الذي ساهم الإعلام الأمريكي في صنع أسطورته من إرهابي إلى قائد للمعارضة، في مشهد يوضح كيف يتغير الإعلام الغربي في تناوله للأحداث على حسب مصلحته.

في مايو عام 2017، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عبر «CNN» عن مكافأة 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى التعرف أو تحديد موقع محمد الجولاني، الذي وصفته في تقريرها حينها بـ«زعيم الجماعة المصنفة إرهابيا».

d0bfe7a3cb.jpg

مكافأة 10 ملايين دولار للإبلاغ عن الجولاني

وذكر تقرير «CNN» وقتها، إن المكافأة تأتي من  برنامج «المكافآت من أجل العدالة» التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، وذلك مقابل معلومات توصل إلى زعيم الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

هذا المشهد للتناول الأمريكي تغير تماما في الجمعة الماضية 6 ديسمبر 2024، حينما نشرت «CNN» حوارًا خاصًا مع «الجولاني» الذي وصفته فيه بـ«زعيم تحرير الشام» وباعتباره زعيمًا للمعارضة السورية، وهو ما يعد إشارة واضحة لتغير المشهد الأمريكي وتناول الإعلام الغربي للأوضاع على حسب المصلحة الشخصية.

3f172b96c3.jpg

الإعلام الأمريكي

ومن جانبه، قال الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، إنه في سياق الحديث عن الجولاني والإعلام الأمريكي، يجب أن نلفت الانتباه إلى الدور المؤثر الذي يلعبه الإعلام في تشكيل التصورات والآراء حول الشخصيات السياسية.

وأضاف «سعدة» في تصريحات لـ«الوطن» أنه تم تصنيف الجولاني، الذي يعد من الشخصيات المتنازع عليها، في البداية على أنه أحد الإرهابيين المتطرفين، حيث عرض الإعلام الأمريكي، وتحديدًا شبكة CNN، تفاصيل عن عرضٍ مالي قُدِر بعشرة ملايين دولار عام 2017، كجائزة لمن يرشد عن مكانه، وقد جاء ذلك في وقت مثير للقلق، نظرًا لما يمثله من تهديد للأمن القومي والمنطقة ككل.

89749783cd.jpg

وتابع، أن ما يثير الاستغراب هو التغيير الواضح في الخطاب الإعلامي نفسه فذات الوسيلة الإعلامية، التي قدمت الجولاني كمجرم ينتمي لجماعات متطرفة، هي الآن تعرضه على أنه «رجل من رجالات المعارضة» الذي يعمل من أجل الشعب، ويرفض الظلم الذي يمثله النظام القائم.

وأشار نقيب الإعلاميين، إلى أن هذا التناقض يعكس بوضوح أن الإعلام يمكن أن يلعب دورًا بارزًا في تزييف الحقائق؛ مما يؤثر بشكل كبير على المفاهيم العامة، فآخر ما نحتاجه في عالم اليوم هو عدم استقرار المعلومات، أو تقديم أجندات خاصة تحت غطاء الأخبار.

وأكد، أن ما يحدث من تغيير في الخطاب يعكس أهمية أن نكون واعين للتوجهات الإعلامية، وأن نفهم أن وسائل الإعلام يمكن أن تستخدم كأداة لتشكيل الرأي العام بطرق قد تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق