ولي العهد.. إيماءة خالدة في مشهد عالمي

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ولي العهد.. إيماءة خالدة في مشهد عالمي, اليوم الأحد 18 مايو 2025 12:52 صباحاً

خلال لقاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - يحفظه الله- بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرحت العديد من العبارات والكلمات التي شكلت محاور رئيسية للتواصل وأسهمت في نقل الرسائل وفهمها ضمن سياقات متعددة. ولكن ما أثار مشاعر الشعب السعودي والوطن العربي بأسره هو حركة عفوية من سمو ولي العهد تحولت إلى "ترند" واسع اجتاح منصات التواصل الاجتماعي. حيث أعرب سموه عن امتنانه وتقديره لرفع العقوبات عن الشعب السوري بإيماءة بسيطة وعفوية لم تكن مقصودة ولا مخططا لها، لكنها حملت عمق مشاعره الصادقة، وعبرت عما عجزت الكلمات عن إيصاله وشرحه. وقد كان لهذه اللحظة أثر بالغ ربما أعظم من عبارات طويلة كان بمقدور سموه إلقاؤها.

تعد لغة الجسد وسيلة أساسية للتواصل بين البشر، بما في ذلك تعبيرات الوجه والتحركات والإيماءات والإشارات واللمسات والنظرات، سواء كانت عفوية أو مقصودة. وقد ترافق اللغة اللفظية فتكمل الرسالة وتمنحها مزيدا من القوة والصدق والتأثير والإقناع، أو تستقل بذاتها لإيصال رسالة واضحة دون الحاجة إلى عبارات منمقة. وما يُقال لفظيا وما يعبر عنه جسديا، يعملان معا لتعزيز ثقة المستقبل بالمرسل.

كما لعبت وسائل الإعلام الحديثة والتقنيات التكنولوجية دورا كبيرا في تسليط الضوء على لغة الجسد. إذ باتت الإيماءات وتعبيرات الوجه تُرصد وتحلل بدقة، وأصبح تركيز الكاميرا غالبا على "المستقبل" لرصد ردود أفعاله وتعبيراته أثناء تلقي الرسائل.

وهذا ما حدث مع سمو ولي العهد، حيث كان التركيز الإعلامي الأكبر على حركته العفوية التي تصدرت المشهد، لا على الرئيس الأمريكي أثناء إعلانه عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا. وأعتقد أن أثر هذه اللحظة سيبقى حاضرا في الذاكرة الجمعية كرسالة امتنان صادقة تتجاوز حدود اللغة. وفي المقابل زال تأثير الكلمات والعبارات التي قيلت أثناء اللقاء سريعا بمجرد استقبالها وفهمها وانتهاء دورها اللحظي.

ومن اللافت أيضا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بحركة تعبيرية خلال اللقاء حين توجه بسؤال إلى سمو ولي العهد عن نومه، ملوّحا بيديه قائلا: (tosses and turns). ورغم وضوح هذه الحركة وابتسامة الجميع في تلك اللحظة إلا أنها لم تلقَ الصدى ولا الاهتمام الذي حظيت به إيماءة الشكر العفوية من سموه لاحقا.

وباعتقادي لو كانت هذه الحركة صادرة عن سمو ولي العهد، لربما كان لها وقع مختلف وأصداء واسعة. وهو ما يؤكد أن قوة تأثير لغة الجسد في المتلقي لا تكمن في الحركة ذاتها فحسب، بل في شخصية صاحبها وحضوره وثقة جمهوره به.

فهنيئا لنا بهذا القائد العظيم، الذي لخّص بإيماءة عفوية صادقة ما تعجز عنه الخطب المطوّلة، فعبّر عن مشاعره تجاه الشعب السوري بصدق، وترك أثرا عميقا في قلوب شعبه وكل من شاهد تلك اللحظة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق