رحيل المتمرد.. كيف غيـّر سامح عبد العزيز معادلة البطولة في السينما والتلفزيون؟

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

غيب الموت المخرج المصري سامح عبد العزيز عن عمر ناهز 49 عاماً، إثر أزمة صحية تعرض لها خلال الأيام الماضية.
حظى عبد العزيز بمسيرة مميزة، تمرد فيها على الشكل التقليدي للأعمال الفنية وفكرة النجومية وأدوار البطولة، ما جعله متميزاً حتى النهاية.

البداية.. شاشة التلفزيون


التحق سامح عبد العزيز بقسم المونتاج في المعهد العالي للسينما، وتخرج منتصف التسعينات،حيث بدأ عمله كمونتير قبل أولى خطوات الإخراج.
بداية شهرة سامح عبد العزيز كانت مطلع الألفية، مع انطلاق قناة دريم الفضائية، حيث عمل مخرجاً وقدم عدداً من البرامج الناجحة مع الإعلامية هالة سرحان.

سامح عبد العزيز يخوض تجربته الأولى مع محمد عطية


قدم سامح عبد العزيز نفسه كمخرج سينمائي لأول مرة في خريف 2005، في فيلم «درس خصوصي»، الذي لعب بطولته محمد عطية نجم الموسم الأول من برنامج اكتشاف المواهب الأبرز حينها و«ستار أكاديمي».
وضع عبد العزيز بصمته كمخرج بوضوح، قد يكون هناك نجم يحمل العمل اسمه، لكن الكوميديا ستأتي من كل الاتجاهات، حيث تواجد عطية الذي كان يخوض أول تجاربه التمثيلية إلى جانب ثلاثة من الممثلين الكوميديين المخضرمين؛ حسن حسني، هالة فاخر وصلاح عبد الله.

سامح عبد العزيز ومدرسة البطولة للجميع


فكرة البطولة الجماعية كانت تستهوي سامح عبد العزيز منذ البداية، ونفذها بطريقته الخاصة وسط فترة كانت السينما، تعتمد خلالها على فكرة البطل الأوحد.
وقدم بعد «درس خصوصي» تجارب مشابهة مثل «أسد و4 قطط» حيث اجتمع هاني رمزي مع 4 بطلات هن مطربات الفرقة اللبنانية «الفور كاتس»، ثم قدم رامز جلال مع نيللي كريم ونشوى مصطفى وإدوارد في «أحلام الفتى الطائش».

«كباريه».. حين صدم سامح عبد العزيز الجميع


كان مشوار عبد العزيز السينمائي لا يتجاوز 3 أفلام خلال 3 سنوات، حين اجتمع مع المؤلف أحمد عبد الله لتقديم فيلم «كباريه» الذي اعتمدت فكرته على اجتماع عدد من الشخصيات في مكان واحد لعدة ساعات.
خرج فيلم «كباريه» عام 2008 خالياً من الكوميديا ومملوء بالقصص عن عالم الملاهي الليلية والآلام التي تحاصر كل شخصية قادتها الظروف للوجود داخل ذلك المكان، في الساعات الأخيرة قبل أن يتم تفجيره على يد متطرف.
لم يكن سامح عبد العزيز هو الفنان الوحيد الذي غير جلده في «كباريه»، حيث استعان بعدد من الفنانين المصنفين ضمن نجوم الكوميديا وقدمهم في شخصيات مأسوية مملوءة بالصراعات، وكان أبرزهم ماجد الكدواني الذي تغير مساره الفني بعد ذلك العمل.

الفرح يضع سامح عبد العزيز وسط الكبار


نجاح فيلم «كباريه» دفع صناعه لتكرار التجربة في فيلم «الفرح» عام 2009، الذي اعتمد على البطولة الجماعية لأشخاص جمعتهم الظروف في حفل زفاف وهمي، عاش كل منهم خلاله معاناة إنسانية وصراعات نفسية قاسية.
بعد نجاح «الفرح» وجد سامح عبد العزيز نفسه ضمن مصاف نجوم الصف الأول في الإخراج السينمائي، وخاض عدة تجارب فنية بعدها، حاول خلالها تغيير نمط أعماله، لكنه كان يعود بعدها إلى فكرته الرئيسية؛ البطولة الجماعية.

رمضان كريم.. التحدي الأصعب بمشوار سامح عبد العزيز


قرر صناع تجربة «كباريه» و«الفرح» نقل تجربتهم من السينما إلى التلفزيون، وهو تحد صعب لاختلاف طبيعة جمهور الاثنين، لكن سامح عبد العزيز قرر خوض المغامرة.
وخرج مسلسل «رمضان كريم» للنور في شهر رمضان 2017، والذي دارت أحداثه في 30 حلقة داخل حارة مصرية، والعلاقات بين سكانها خلال شهر رمضان المبارك، في تجربة اجتماعية غلفتها الكوميديا وحققت نجاحاً كبيراً.
حب سامح عبد العزيز للمغامرة دفعه لتجربة صناعة جزء ثانِ من «رمضان كريم» عام 2023، لكنه لم يلق النجاح الذي حققه الجزء الأول.

إسدال الستار على مشوار سامح عبد العزيز


قدم سامح عبد العزيز 36 عملاً بين الدراما التلفزيونية والسينما، خلال 20 عاماً فقط، وهو رقم كبير لأي مخرج.
واستطاع عبد العزيز في تجربته السينمائية الأخيرة أن يخوض واحداً من أصعب التحديات الفنية التي لم يوفق فيها مخرجون سبقوه، وهو إخراج محمد سعد من فخ الشخصيات الهزلية والنجاح بالاعتماد على موهبته التمثيلية، وهو ما تحقق في فيلم «الدشاش» الذي تم عرضه مطلع عام 2025.

أخبار ذات صلة

0 تعليق