اعتقلت قوات أمنية تابعة للحكومة السورية، الصحفي الأمريكي داريل فيلبس، المعروف بـ “بلال عبد الكريم”، أمس الإثنين، 22 من كانون الأول، بمدينة الباب بريف حلب الشمالي، وفق شبكة “OGN” التي أسسها عبد الكريم، ووكالة “رويترز“، ومصادر محلية في بلدة الباب تحدثت إلى عنب بلدي.
وقالت شبكة “OGN” اليوم الثلاثاء 26 من كانون الأول، إن الاعتقال جرى أثناء صلاة الظهر قرب مسجد الفتح في المدينة، حيث طوقت سيارتان تابعتان للأمن العام المنطقة، وكانتا تقلان عناصر مسلحة، قبل اقتياد عبد الكريم إلى جهة مجهولة، دون توضيح أسباب الاعتقال.
ولم تصدر حتى لحظة إعداد هذا الخبر أي بيانات رسمية من وزارة الإعلام أو وزارة الداخلية، توضح خلفيات التوقيف أو مكان احتجاز عبد الكريم.
ونقلت وكالة “رويترز” اليوم عن شخصين مطلعين على الملف أن قوات أمنية سورية اعتقلت عبد الكريم، وأوضحت الوكالة أن عبد الكريم أوقف في مدينة الباب شمالي حلب، يوم الاثنين .
معارض للانضمام لـ”التحالف الدولي”
ظهر الصحفي بلال عبد الكريم في مقطع مصور نشره عبر منصة “إكس” في 18 من كانون الأول ينتقد عملية اعتقال سابقة قامت بها “هيئة تحرير الشام” (حلت نفسها) بحق مقاتل أجنبي يدعى إبراهيم أحمد أبو حمزة، واتهمت حينها الهيئة أبو حمزة بالتعامل مع التحالف الدولي، وأبلغت عائلته بعد اعتقاله في عام 2023 بإعدامه بتهمة التعامل مع “التحالف الدولي”.
وخلال المقطع، استشهد عبد الكريم بتصريح سابق لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عن تعاون “هيئة تحرير الشام” مع تركيا في مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية” و”القاعدة”، وقال عبدالكريم إنه “طالما تعاونت الهيئة سابقًا مع التحالف، فكيف تعتقل المقاتل إبراهيم أحمد أبو حمزة، وتقوم بإعدامه؟”.
ونشر عبد الكريم مقطعًا مصورًا، في 16 من كانون الأول، عبر حسابه في منصة “إكس“، انتقد فيه انضمام سوريا إلى “التحالف الدولي”، ووصف فيه الولايات المتحدة بأنها عدوة الشعب السوري، ولا يمكن لها أن تساعد الشعب السوري.
وقال فيه: “ليس للأمريكيين أي سبب شرعي لوجودهم هنا، ولا يمكننا إضفاء الشرعة على العدو، وأمريكا هي عدو الشعب السوري”.
كما أجرى عبد الكريم مقابلة مع عضو هيئة “الدفاع عن قضايا الحركات الإسلامية”، هاني السباعي، في 15 من كانون الأول، للحديث عن انضمام سوريا إلى “التحالف الدولي”، الذي انتقد هذه الخطوة، وقال إن هذه الخطوة هي “لدعشنة أي مسلم رافض لهيمنة أحمد الشرع، وأي إنسان مسلم يريد تطبيق الشريعة الإسلامية”.
وأعاد عبد الكريم أيضًا نشر مقطع للداعية اللبناني أحمد القصص، بعنوان “إذا لم يكن التحالف العسكري مع الكفار ولاء لهم… فما الولاء إذًا؟”، ينتقد فيه انضمام سوريا لـ”التحالف الدولي”.
اعتقال سابق وخروج بـ”طلب استرحام”
في عام 2020، اعتقلت “هيئة تحرير الشام” (حلت نفسها) الإعلامي الأمريكي بلال عبد الكريم، مع مرافقه في قرية أطمة شمال محافظة إدلب على الحدود السورية – التركية.
وتم الاعتقال بعد بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه، نتيجة وجود عدد من الادعاءات المحيطة به، ويجري التحقيق فيها حاليًا.
وكان عبد الكريم وجه قبل اعتقاله بساعات، عبر قناته “TV OGN”، تساؤلات لـ”تحرير الشام”، جاء فيها: “هل التعذيب مسموح في السجون الواقعة تحت سيطرتها؟”.
وأطلقت الهيئة سراح عبد الكريم في 17 من شباط 2020، بعد أكثر من ستة أشهر على اعتقاله في إدلب شمالي سوريا.
وقال مسؤول التواصل الإعلامي في “تحرير الشام” حينها، تقي الدين عمر، لعنب بلدي، إن إطلاق سراح بلال عبد الكريم جاء بعد أن أرسل “وجهاء منطقة أطمة وعدد من الشخصيات بطلب استرحام إلى المحكمة، وبعد نظر القضاء، تم قبول الطلب على الالتزام بشروط الإفراج، المتعلقة بالشأن العام والنشاط العسكري للصحفي”.
كما تحدث عن تعرض عامل الإغاثة البريطاني توقير شريف، الملقب بـ”أبو حسام”، لتعذيب داخل سجون “الهيئة” بعد اعتقاله للمرة الثانية، في 11 من آب 2020.
ونجا بلال عبد الكريم، في حزيران 2016، من محاولة اغتيال قرب مدينة إدلب، بعد استهداف سيارته بغارة جوّية أدت إلى تحطمها واحتراقها.
وعمل الصحفي والمخرج الأمريكي بلال عبد الكريم على تغطية أخبار المناطق الخاضعة للمعارضة السورية خلال سنوات الثورة السورية، ونشر أفلامًا وتقاريرًا مصوّرة باللغة الإنجليزية.
وكان مراسلًا للعديد من الوسائل الإعلامية والشبكات العالمية في الشرق الأوسط، وتنقل بين دولتي السودان ومصر خلال عمله الصحفي، بحسب صحيفة “Dailymail” البريطانية.
بعد “طلب استرحام”.. “تحرير الشام” تطلق سراح الصحفي الأمريكي بلال عبد الكريم
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى













0 تعليق