عنب بلدي – مارينا مرهج

أثار قرار الاتحاد السوري لكرة القدم تغريم نادي الكرامة بمبلغ مليون ونصف مليون ليرة سورية جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية ومتابعيها.

وجاء في قرار الاتحاد، في 24 من كانون الأول الحالي، “على خلفية توجيه عدد من مشجعي نادي الكرامة عبارات مسيئة بحق اللاعب ميلاد حمد، خلال دخوله أرض الملعب، واستنادًا إلى أحكام المادة 25/1/9 من لائحة الأخلاق والانضباط، يغرم نادي الكرامة بمبلغ مليون ونصف المليون ليرة سورية”.

وكانت المباراة التي أقيمت في 19 من كانون الأول الحالي، خلال الدوري السوري الممتاز، على ملعب “الساروت” في مدينة حمص، شهدت تصاعدًا في حدة المشاعر الجماهيرية، مع هتافات وعبارات مسيئة تجاه اللاعب في نادي الوحدة، تضمنت عبارات مثل: “يلعن روحك يا ميلاد، قال بدو إدلب رماد”، وفق ما تناقلته وسائل إعلام محلية.

كيف تعاملت إدارة “الكرامة”

إدارة نادي الكرامة استقبلت قرار الاتحاد بتحفظ، بحسب ما أكده عضو الإدارة ومشرف كرة القدم بنادي الكرامة أسامة يبرودي، لعنب بلدي، مشددًا على أن هذا القرار قد ترك أثرًا معنويًا على النادي وجماهيره، وأن معالجة عادلة وهادئة ستساعد على تهدئة الأجواء واستقرار الوسط الرياضي.

وأوضح يبرودي أن القرار ركز على ما حصل في المدرجات، دون النظر إلى الأسباب والخلفيات التي سبقت الحدث، والتي لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور.

وحول مسؤولية النادي تجاه جماهيره، بيّن عضو الإدارة في النادي، أن الإدارة تدرك تمامًا أن القوانين تعتبر النادي مسؤولًا عن جماهيره، منوهًا إلى أن الهتاف كان رد فعل عفويًا لمشاعر متراكمة، وليس تصرفًا مقصودًا أو منظّمًا.

وأضاف يبرودي أن إدارة نادي الكرامة ستتعامل مع الغرامة بهدوء ومن خلال الطرق الرسمية والقانونية، بهدف إيجاد حل متوازن يراعي القوانين، ويأخذ بعين الاعتبار الحالة المعنوية التي رافقت الحدث.

وكان مجلس إدارة نادي الكرامة الرياضي، وجه رسالة إلى الاتحاد العربي السوري لكرة القدم، في 24 من كانون الأول، أعرب فيها عن رفضه الكامل للعقوبة المالية المفروضة على النادي نتيجة ما نسب إلى جمهوره من هتافات مسيئة تجاه لاعب نادي الوحدة ميلاد حمد.

وأكدت الإدارة أن القرار لم يأخذ بعين الاعتبار تاريخ النادي وتضحيات شهدائه، مشيرة إلى أن الجمهور حوّل المباراة إلى فعالية لإحياء ذكرى الشهداء، ودعوة أسرهم ونشر صورهم على جدران الملعب، بحضور محافظ حمص ونائب رئيس الاتحاد.

وأوضحت الإدارة أن مشاركة اللاعب ميلاد حمد، المعروف بتصريحاته المناهضة للثورة السورية، أثارت ردود فعل الجماهير، معتبرة أن الهتافات جاءت في سياق الاحتفال بذكرى الشهداء والتعبير عن موقف شعبي وثوري، وليس كإساءة متعمدة.

وانتقدت الإدارة مشاركة اللاعب في الدوري دون مراجعة مسبقة من الاتحاد، معتبرة أن ذلك يشكل استفزازًا متكررًا لجماهير المحافظات التي روت دماؤها أرض الوطن، وعلى رأسها إدلب.

كما أشارت إلى أن العقوبة تجاه جمهور النادي تأتي على الرغم من إسهاماته الكبيرة في رفد المنتخبين الأول والأولمبي بعدد يزيد على عشرة لاعبين، والتحديات التي واجهها النادي في استضافة المباراة الأولى بالدوري رغم عدم جاهزية الملاعب.

“اتحاد الكرة”: التزام باللوائح

رئيس لجنة الأخلاق والانضباط في الاتحاد العربي السوري لكرة القدم، المستشار القانوني، فراس المصطفى، بيّن أن القرارات التأديبية الصادرة بحق الأندية، بما فيها الكرامة، هي قرارات قضائية تصدر ضمن الاختصاص القانوني للجنة، ولا تدخل ضمن الصلاحيات التنفيذية أو الإدارية للاتحاد، الذي يقتصر دوره على تسلّم وتنفيذ ونشر القرارات وفق اللوائح، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).

وأوضح المصطفى أن اللجنة تعتمد على تقارير حكام ومراقبي المباريات، وعبء إثبات المخالفات يقع قانونًا على هذه التقارير، مستندًا إلى المادة “15” من لائحة الأخلاق والإجراءات التأديبية، وإلى المادة “25” التي تنظّم المخالفات الجماهيرية.

وفيما يخص نادي الكرامة، بيّن المصطفى أن اللجنة طبّقت المادة “25/1/9” التي تنص صراحة على معاقبة النادي في حال قيام الجمهور بالشتم أو رفع شعارات أو لافتات مسيئة، دون أي اعتبار لهوية الشخص أو الجهة الموجه إليها السلوك، ما يجعل العقوبة مرتبطة بالفعل نفسه كما ورد في التقرير الرسمي، لا بالسياق أو الخلفيات.

وأشار المصطفى إلى أن اللجنة لا تنظر في النيات أو المواقف السابقة للأفراد، بل تلتزم بالوقائع المثبتة رسميًا، مع الالتزام بمبدأ العدالة الإجرائية.

وأضاف أن أي مراجعة للقرار تكون فقط من الجهة القضائية التي أصدرته، وفق الآليات القانونية المنصوص عليها في اللوائح، ولا تتم عبر أي إجراء إداري أو إعلامي.

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى