نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحرب الالكترونية بين إسرائيل وإيران: تداعيات وطرق لتعطيل البنى التحتية, اليوم الخميس 26 يونيو 2025 12:01 صباحاً
تعرف الحرب الالكترونية بأنها طرق ووسائل تسعى بها الجهة المعادية لتحقيق أهداف استراتيجية تشمل على سبيل المثال لا الحصر: تعطيل شبكات الكهرباء، تعطيل النظام البنكي والمالي، تعطيل شبكات المياه، الهجوم على وسائل النقل العام، إلخ. هذه الأهداف، كان من الصعب تحقيقها في الماضي دون استخدام صواريخ وأسلحة من العيار الثقيل، والمكلفة جدا، وتتطلب استعدادات كثيفة من الطرفين. ولا شك أن الحرب الالكترونية كانت حاضرة في مشهد الحرب الإيرانية الإسرائيلية بقوة من خلال تقنيات يسعى خلالها الطرفان إلى إلحاق الضرر بالآخر.
فبداية شنت إسرائيل هجمات كان الهدف منها تعطيل نظام البنكي الإيراني. هذه الهجمات قد تكون بدأت مع بداية الحرب المؤخرة، وقد تكون بدأت منذ أشهر وأسابيع طويلة، ولم يتم اكتشافها للتو، والسبب في ذلك يعود إلى طبيعة الحروب الالكترونية التي تجعل الأطراف المتنازعة تخفي إمكاناتها وتتسلل بخفية خشية الانكشاف. نتيجة الهجوم الإسرائيلي بحسب المعلن هو تعطل حسابات بنكية لملايين العملاء. ولكن الضرر الأكبر كان من نصيب بورصة العملات المشفرة الإيرانية، والتي استطاع مجموعة هاكر يطلقون على أنفسهم Predatory Sparrow سرقة عملات مشفرة بقيمة أكثر من 90 مليون دولار أمريكي.
وفي اليوم التالي للهجوم على القطاع البنكي، هاجمت إسرائيل البنية التحتية لوسائل البث والإعلان والتلفزيون الرسمي الإيراني، واستطاعت إسرائيل بث رسائل ضد النظام الإيراني، مما اضطر الحكومة الإيرانية إلى تعطيل الإنترنت في أجزاء واسعة من البلاد، وإبطاء السرعة في أجزاء أخرى كوسيلة لرد الهجوم السيبراني. كما وأصدرت الحكومة الإيرانية تحذيرات إلى كبار المسؤولين بالحذر والتوقف مؤقتا عن استخدام أجهزة متصلة بالإنترنت، خشية أن تكون مخترقة، مما يسبب في تسريب المعلومات والتحكم في جهاز الضحية.
إيران ردت الهجوم الإسرائيلي عن طريق شن هجمات الكترونية الهدف منها هو إرسال معلومات خاطئة Misinformation بخصوص الحرب الدائرة بين الطرفين، حيث تحرص إيران على استغلال هذه الطريقة لمساعدة صواريخها للوصول لأهدافها عن طريق التشويش على أجهزة الاستخبارات التي تجمع المعلومات عن برنامج الصواريخ الإيرانية.
تجدر الإشارة إلى أن كل الطرفين يملكان مقومات سيبرانية قوية ومتمكنة. حيث إن إسرائيل تملك واديا شبيها بوادي السليكون في أمريكا، ولكنه مخصص لشركات الأمن السيبراني التي تعكف على تطوير قدرات هجومية عالية، وتطوير برامج تجسس. بينما تملك إيران جيشا الكترونيا يعمل على جمع معلومات عن الضحايا عن طريق اختراق الكاميرات في المناطق العامة، الوصول لأجهزة الضحايا، جمع معلومات عن طرق السفر والاتصالات، أماكن الإقامة، إلخ، والهدف هو التخطيط لشن هجمات أكبر ضد هؤلاء الضحايا. ولعل من أبرز نتائج الهجوم السيبراني الإيراني، هو تمكن الجيش الالكتروني الإيراني من جمع معلومات عن مواقع للجيش الالكتروني الإسرائيلي واختراقه من الداخل، ثم تدمير أحد مقرات الجيش الالكتروني الإسرائيلي ضمن هجمت الصواريخ الإيرانية.
ختاما، يجدر الإشارة إلى تطور أساليب الحرب بين الدول، والحرب الالكترونية أصبحت جزءا لا يتجزأ من قدرات الدول العسكرية التي تحقق أهدافا كبيرة استراتيجية للدولة دون الحاجة لاستعمال أسلحة ثقيلة، أو استخدام عناصر بشرية لهذا الغرض، مما يوضح أن التطور التقني الكبير الذي نعيشه اليوم، يشكل خطرا وتهديدا للمستقبل في حال عدم الاستعداد الجيد من جميع القطاعات والأفراد في الدولة لتصدي مثل هذه الهجمات وردعها.
0 تعليق