واصلت إسرائيل، أمس الجمعة، خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث جرى رصد طيران في أجواء القطاع وإطلاق نار من آليات ومسيّرات إسرائيلية باتجاه عدة مناطق، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، في وقت قام الجيش الإسرائيلي بوضع علامات على طول الخط الأصفر، مهدداً كل من يتجاوزه، فيما تعهدت حركة حماس بإعادة جثث جميع الرهائن لإسرائيل مع إقرارها بصعوبة العملية، ودعت الوسطاء إلى استكمال دورهم في متابعة تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، في حين أكدت الأمم المتحدة أن مكافحة المجاعة في غزة ستتطلب وقتا، بينما أعلنت مجموعة إسرائيلية متطرفة أنها تقوم بعرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
قصف الجيش الإسرائيليّ بالمدفعية، أمس الجمعة، عدة مناطق في القطاع، بالتزامن مع إطلاق نار من آلياته شمال شرق مخيم البريج. وقتل عدد من الفلسطينيين، وأصيب آخرون، إثر استهداف الجيش الإسرائيلي مركبة تقل نازحين في حي الزيتون بقطاع غزة أثناء ذهابهم ومحاولتهم الوصول لتفقد منازلهم، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد منهم.
وأوعز وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بوضع علامات ميدانيّة واضحة، تدلّ على الخط الأصفر وفق خطّة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داخل قطاع غزة، لقتل كل من يتجاوزه من الأهالي. ويهدف الإجراء الجديد إلى ترسيم الحدود على طول الخط الذي لا تزال قوات الجيش الإسرائيلي منتشرة فيه منذ وقف إطلاق النار، لمنع عناصر حركة حماس والمدنيين الفلسطينيين من الاقتراب من المنطقة، مع التشديد على أن أي محاولة لتجاوز هذا الخط ستقابل بإطلاق نار مباشر.
من جهة أخرى، أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة أن مكافحة المجاعة في قطاع غزة ستتطلب وقتاً، داعياً إلى فتح كل المعابر المؤدية إلى القطاع المحاصر والمدمّر ل«إغراقه بالغذاء». وأكدت الوكالة الأممية أنها تمكّنت من نقل ما يقرب من 3000 طن من المواد الغذائية إلى القطاع منذ دخل وقف إطلاق النار حيز التطبيق. وأوضح البرنامج أن نحو 560 طناً من المساعدات الغذائية في المتوسط تدخل يومياً إلى غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، لكن القوافل تجد صعوبة في الوصول إلى مدينة غزة، التي تضربها المجاعة، بسبب الأضرار التي لحقت بالطرق في الحرب واستمرار إغلاق طرق المساعدات الرئيسية في الشمال. وقالت المتحدثة باسم البرنامج عبير عطيفة في مؤتمر صحفي بجنيف: سيتطلب الأمر وقتاً للحدّ من المجاعة التي رُصدت منذ نهاية آب/أغسطس في مناطق من القطاع الفلسطيني.
وفي هذا السياق، أعلنت جماعة إسرائيلية متطرفة، أمس الجمعة، أنها تقوم بعرقلة مرور شاحنات تحمل مساعدات إنسانية كانت في طريقها إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم. وأعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم الأمر 9، التي سبق أن عرقلت مراراً وصول مساعدات لغزة أثناء الإبادة الإسرائيلية قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري أن عناصرها يعطلون مرور شاحنات المساعدات الذاهبة إلى غزة. في غضون ذلك، تعهدت حركة حماس، بتسليم إسرائيل جميع جثث الرهائن التي لا تزال في قطاع غزة، مع إقرارها بصعوبة البحث عن رفات مدفونة تحت الأنقاض وداخل أنفاق. وقالت الحركة في بيان إنّ إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليّين قد تستغرق بعض الوقت، فبعضها دُفن في أنفاق دمّرها الجيش الإسرائيلي، وأخرى ما زالت تحت أنقاض المباني التي قصفها وهدمها، مشدّدة على أنّها تؤكّد التزامها بالاتفاق وحرصها على تطبيقه وعلى تسليم كل الجثامين الباقية. كما حثت حماس الوسطاء الإقليميين والدوليين على تكثيف جهودهم للضغط على إسرائيل من أجل تنفيذ المراحل التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأكدت الحركة في بيان على ضرورة الشروع الفوري في استكمال تشكيل لجنة إسناد مجتمعي لمباشرة عملها في إدارة قطاع غزة. وشددت حماس على أهمية فتح المعابر، ودخول المساعدات الإنسانية، وبدء عملية إعادة الإعمار واستكمال الانسحاب الإسرائيلي. وأكدت أنها لا تزال ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، في إطار خطة ترامب. وطالبت حماس الوسطاء بضمان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشكل متكامل، ورفضت محاولات تجزئة الاتفاق أو استخدام القضايا الإنسانية كوسيلة ضغط سياسي.
إلى ذلك، ينتظر فريق من 81 مسعفاً قررت تركيا إرسالهم إلى غزة للمشاركة في البحث عن جثث، موافقة إسرائيل لدخول القطاع الفلسطيني، وفق ما ذكر مسؤول تركي أمس الجمعة. وقال المسؤول إن فريقاً يضم 81 عنصراً من (أفاد - وكالة إدارة الكوارث) ينتظر حالياً عند الجانب المصري من الحدود. إنهم جاهزون لتنفيذ عمليات بحث وإسعاف بين الأنقاض، موضحاً أن مهمتهم تقضي بالبحث عن جثث ضحايا إسرائيليين وفلسطينيين على السواء. (وكالات)
إسرائيل ترسم «خطاً أصفر» في قطاع غزة وتتوعد من يتجاوزه

إسرائيل ترسم «خطاً أصفر» في قطاع غزة وتتوعد من يتجاوزه
0 تعليق