باحثون لـ "الشرق": المعجم يفتح آفاقاً جديدة للدارسين والمؤسسات الأكاديمية

الشرق السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

10

يجمع بين المنهج العلمي والتقنيات الرقمية..
23 ديسمبر 2025 , 07:00ص
alsharq

❖ طه عبدالرحمن

أكد باحثون ومختصون في الدراسات اللغوية أن اكتمال مشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يمثل محطة مفصلية في تاريخ الصناعة المعجمية العربية، بوصفه أول معجم يؤرخ لألفاظ العربية تأريخاً علمياً دقيقًا عبر العصور. 

ووصفوا في تصريحات خاصة لـ الشرق إنجاز المعجم بأنه ثمرة جهد مؤسسي طويل، جمع بين المنهج العلمي الصارم والتقنيات الرقمية المتقدمة، وأسهم في إعادة بناء الذاكرة اللغوية العربية على أسس موثوقة، مؤكدين أنه أول عمل معجمي يوثق تطور الألفاظ العربية تاريخياً، ويحدد تحولات دلالاتها واستعمالاتها في سياقاتها الزمنية والثقافية المختلفة. وقالوا إنه ثمرة سنوات طويلة من العمل الجماعي المنظم، الذي تكاملت فيه الخبرة اللغوية مع التقنيات الرقمية الحديثة، بما أتاح بناء قاعدة معرفية دقيقة وموثوقة، تعيد للغة العربية تاريخها المدون وفق منهج علمي معاصر، وتفتح آفاقاً جديدة أمام الدارسين والباحثين والمؤسسات الأكاديمية.

- حمد البنعلي: يضيء العالم باللغة العربية

يؤكد الباحث حمد خالد البنعلي، المتخصص في اللغة العربية وآدابها، أن إطلاق معجم الدوحة التاريخي يعد بادرة طيبة ومهمة، كونه المعجم التاريخي والأول من نوعه للغة العربية، ما يميزه عن سواه من المعاجم، إذ لا يعنى فقط ببيان معاني الكلمات، إنما يزيد على ذلك ببيان المعاني التاريخية للكلمات، وذلك باستعراض تطور معاني الكلمات، عبر الزمن.

ويقول إن المعجم بذلك، يبرز حياة الناس في السابق، كما يثري المستخدمين، بتعزيز ما لديهم من معارف، ويكسبها لهم، إن لم يكونوا على معرفة بها، ما يجعله معجم ثورة على ما سواه من معاجم، خاصة أنه يظهر في زمن تغولت فيه اللغة الإنجليزية، واشتد فيه الغزو الفكري، فجاء كالشمس، يضيء العالم باللغة العربية.

ويضيف أنه بذلك كنز يتيح للباحثين ثروة معرفية هائلة، تشتمل على أكثر من مليار لفظة، ما يجع منصة ثرية، يمكن العودة إليها كما يتيح دخول اللغة العربية إلى المجال البحثي العالمي، فضلاً عما يتيحه من دخول تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

- سالم القحطاني: المعجم يعكس تراكماً معرفياً

يصف الباحث سالم القحطاني، اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، بأنه حدث علمي وتاريخي بارز، ويأتي بعد سنوات عديدة من العمل الدؤوب، والاجتهاد البحثي، وتكامل الجهود بين الباحثين، وتضافر الإمكانات الفكرية والمؤسسية لتحقيق هذا الغرض. ويقول: إن المعجم يأتي في سياق دعم اللغة العربية، التي هى جزء من هويتنا العربية والإسلامية، فالهوية ترتكز على ثلاثة أجزاء، هى الدين واللغة والتاريخ، ولذلك، فحينما تتحدث عن اللغة، فإننا نتحدث بذلك عن الركن الثالث للهوية، وإن كان يقال إن الهوية كلها عربية، ما يجعل هذا الاكتمال حدثاً مباركاً وعظيماً.

ويتابع: إن فوائد هذا المعجم ستكون كبيرة للغاية، سواء بالنسبة للباحثين أو المعجمين أو الشعراء، أو غيرهم ممن له اتصال بالضاد، ويتحدث باللغة العربية، إذ هناك قرابة، 200 مليون شخص، يتحدثون بها كلغة أم، مشيداً باهتمام دولة قطر بإطلاق هذا المعجم، ودعمه ورعايته. ويتابع: إن المعجم يعكس تراكماً معرفياً امتد عبر سنوات من البحث والتدقيق، وأسفر عن إنجاز أصبح يُجنى ثماره بوصفه أحد أهم المشاريع المعاصرة في خدمة اللغة العربية، مشيراً إلى أن هذا المشروع يندرج في سياق دعم اللغة العربية، وأن العناية بها، يعني العناية بجوهر الهوية وحفظها.

ويقول إن اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يشكل إضافة نوعية للمكتبة العربية، وأداة علمية مرجعية ينتفع بها الباحثون، ودارسو اللغة، وكل المهتمين بالعربية والناطقين بها، لما يوفره من توثيق تاريخي دقيق للألفاظ ومعانيها عبر العصور.

- د. أحمد درويش: ذاكرة شديدة الاستيعاب للكلمة العربية

يصف د. أحمد محمود درويش، دكتوراه في النحو والصرف والعروض، منسق اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، المعجم بأنه ذاكرة شديدة الاستيعاب للكلمة العربية، فهو يسجل تاريخ استعمال الكلمة ودلالاتها وتاريخ تحولاتها البنوية والدلالية عبر عصور وقرون تبدأ من القرن الخامس قبل الهجرة وتنتهي إلى يوم الناس هذا، وكما يقال دوما: الدليل عنوان الحجة، لذا وجدنا أن كل عمل عملوه شهدت عليه النصوص المتتالية؛إظهارا للدقة، وإقرارا بالتواظيف المختلفة، والاستعمالات المتعددة.  ويضيف أن الأمم المتحضرة هي التي تعتني بلغتها وتحفل بوجودها؛لأنها المترجمة عن عاداتها وتقاليدها وأيامها البائسة والبئيسة، ورأينا أوروبا قد حفلت بذلك كما حدث في ألمانيا التي أحدثت معجما تاريخيا لكلماتها امتد تاريخ الكلمات لنحو 400 عام، وها هي إنجلترا تبدع معجما للغتها يستغرق سبعة عقود بدءا من 1857 إلى عام 1928.

ويشير د.أحمد درويش، إلى فوائد المعجم، ومنها جمع التراث الأدبي والديني والعلمي والثقافي المبثوث في النصوص المحكمة، وبيان المتقدم من الألفاظ من المتأخر، وهذا يظهر مثلا في ترتيب الألفاظ، وتبيان ذلك أن مفهوم الحضارة أسبق عن العرب من مفهوم الثقافة، والحكم أسبق من العدل، والسلطة أسبق من الدولة، ومن فوائده بيان التغيرات الدلالة التي طرأت على اللفظ وفق السياقات والنصوص.

ويؤكد أن الفائدة الأسمى لهذا المعجم هي أن تكون الأمة قادرة على إضفاء طابع النظام على فكر الأمة في سيرورته التاريخية، وهذا يظهر في مرآة اللغة بوضع الأمور في نصابها ومواقعها التي هي أحق بها، كما أن المعجم موسوعي الثقافة، ففيه الأدب والبلاغة والتاريخ والسير والتصوف والتفسير وعلوم القرآن والجغرافيا والرحلات والحديث وأصول الفقه والطب والصيدلة.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق