“الحمى القلاعية” تهدد الثروة الحيوانية في القامشلي

عنب بلدي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يتكبّد مربو المواشي في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة خسائر جراء موجة نفوق واسعة بين قطعانهم، إثر تفشي مرض “الحمى الزائلة” و”الحمى القلاعية”.

وتتفاقم هذه الأزمة في ظل شحّ الأدوية واللقاحات البيطرية وانعدام المراكز المتخصصة للمراقبة والعلاج، ما ترك المربين وحيدين في مواجهة فقدان عشرات الرؤوس من ماشيتهم دون أي تدخل فاعل من الجهات المعنية.

شكاوى.. مكتب الصحة يتحرك

مكتب الصحة في “بلدية الشعب” بمدينة القامشلي التابع لـ”الإدارة الذاتية” تحرك عقب تلقي شكاوى رسمية من الأهالي تفيد بوقوع حالات نفوق جماعي عجول الأبقار في المنطقة، ما أثار مخاوف من تداعيات صحية محتملة، بحسب ما نقلته صفحة “الإدارة الذاتية لمقاطعة الجزيرة“.

وأجرى مكتب الصحة زيارة ميدانية للموقع الوارد لمعاينته تبين خلالها وجود ما بين 35 إلى 40 رأسًا من العجول النافقة الملقاة في محيط الخانات.

وبحسب تقرير فرق المراقبة الذي نقلته الصفحة، تسبب تحلل الحيوانات النافقة بانتشار روائح كريهة وانبعاثات غير صحية، فضلًا عن الانتشار الكثيف للحشرات، مما شكل تهديدًا مباشرًا للسلامة العامة والبيئة المحيطة.

وتعود أسباب النفوق إلى مرض “الحمى القلاعية”، وفي إفادة لعضو في مكتب الصحة، أرجع أصحاب الخانات أسباب النفوق إلى تفشي مرض “الحمى القلاعية” بين العجول، مؤكدين أن محاولات العلاج المتبعة لم تنجح في إنقاذ هذا العدد الكبير من الرؤوس التي نفقت خلال فترة وجيزة.

​خطر يهدد الثروة الحيوانية

​وصف مربون للمواشي في حديثهم إلى عنب بلدي الحالة الصحية لقطعانهم بالمتدهورة بشكل متسارع، حيث يواجهون “عدوًا خفيًا” يتفشى بين الأبقار دون وجود تشخيص دقيق أو برنامج علاجي فعال حتى الآن.

وقال عكيد الحسو، إن الوباء يضرب الثروة الحيوانية للمرة الثانية هذا العام.

ويرى أن استمرار هذا انتشار الوباء يحول مهنة تربية الأبقار إلى مجازفة يومية غير مأمونة النتائج.

وأضاف أن المشكلة لا تكمن فقط في فتك المرض بالأبقار، بل في غياب اللقاحات الأصلية المعتمدة، مشيرًا إلى أن السوق باتت تعج ببدائل مغشوشة لا تقدم أي حماية حقيقية، مما يترك الماشية مكشوفة تمامًا أمام الإصابة.

​من جانبه، أشار سمير النهير إلى أن غياب التفسيرات العلمية الواضحة من قبل الأطباء البيطريين المختصين يعمق المأساة، حيث بات المربي عاجزًا عن حماية مصدر رزقه الوحيد.

وقال إن ما يحدث ليس مجرد وعكة صحية عابرة، بل هو تهديد وجودي لاستمرارية تربية المواشي في المنطقة.

وأضاف أن هذا العجز المهني أمام المرض خلق حالة من الإحباط الشديد لدى المربين، فبينما تتسارع وتيرة الإصابات، تظل العلاجات المتوفرة تقليدية ولا تتناسب مع شدة الأعراض، مما يضع القطاع الحيواني بأكمله في مواجهة خطر مجهول الهوية، يهدد بإفراغ المزارع من الثروة الحيوانية وسط غياب التدخلات الرسمية الفعالة.

ما الفرق بين “الزائلة” و”القلاعية”

حول أنواع الحمى التي أصابت الأبقار في مدينة القامشلي، قال الطبيب البيطري ماهر إسماعيل العلوش، لعنب بلدي في وقت سابق، وهو مدرس في الثانوية البيطرية والزراعية بدير الزور، إن “الحمى القلاعية” هي مرض يصيب الحيوانات ذات الظلف فقط ويسبب تقرحات في الفم والضرع، ولا يوجد له علاج مباشر، والوقاية الوحيدة هي اللقاح.

لكن المشكلة تكمن في أن الفيروس له سبع “عترات” (تحور فيروسي) مختلفة، مما يتطلب معرفة “العترة” السائدة لتقديم اللقاح الصحيح.

“الحمى الزائلة”، أو حمى الثلاثة أيام، تتميز بارتفاع حرارة الحيوان لمدة ثلاثة أيام فقط.

ولا يوجد لقاح لهذا المرض في سوريا، ويعتمد علاجه على إعطاء مسكنات وفيتامينات، بالإضافة إلى استخدام قطعة قماش مبللة بالماء لتبريد جسم الحيوان.

المشكلة الكبرى تكمن في غياب الرقابة على الحدود، مما يسمح بدخول أمراض جديدة للمنطقة، كما أن هناك نقصًا في الخبرة البيطرية، وغيابًا للمختبرات المتخصصة، مما يجعل التشخيص صعبًا، بحسب الطبيب العلوش.

وأضاف حينها أن قطاع الثروة الحيوانية يعاني من تحديات بيئية واقتصادية مثل الجفاف وارتفاع تكاليف العلاج.

كل هذه العوامل تؤدي إلى فوضى عارمة، وتؤكد ضرورة وضع خطة واضحة للتحصينات ومراقبة الأدوية واللقاحات، وفق الطبيب.

“الحمى” تفتك بقطعان الماشية في القامشلي

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق