قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التقى مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووصف المحادثات بأنها كانت “جيدة”.
لقاء الشيباني وبوتين جاء خلال زيارة قام بها وزير الخارجية السوري، ووزير الدفاع، مرهف أبو قصرة، إلى موسكو، الثلاثاء 23 كانون الأول.
وقال الشيباني في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي اليوم، الأربعاء 24 من كانون الأول، إن العلاقات الروسية- السورية تدخل اليوم في مرحلة جديدة.
ولفت إلى وجود تنسيق بين البلدين على المنصات الدولية، مؤكدًا وجود مناقشات حول سبل تطوير هذا التنسيق، مضيفًا أنه يتطلع لإجراء مناقشات أكثر صراحة وانفتاحًا مع المسؤولين الروس لنقل العلاقات بين البلدين إلى مستوى استراتيجي.
وتطرق إلى وجود نحو أربعة ملايين منزل مدمر في سوريا، وأنه لا تزال توجد مخيمات في الشمال ولاجئين في الخارج ينتظرون العودة، ولهذا “نسعى لجلب الاستثمارات الخارجية، ونأمل أن يساعدنا الجانب الروسي في ذلك”، بحسب الشيباني.
من جانبه، أكد لافروف أن روسيا ملتزمة بسيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها، وقال إن الطرفين توصلا إلى اتفاقيات أساسية بشأن كيفية تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بما يحقق المنفعة المتبادلة، استنادًا إلى الأسس التي وُضعت خلال العقود الماضية.
وبحسب تعبير لافروف، روسيا ستطور علاقاتها مع سوريا استنادًا إلى الأسس التي تم إرساؤها سابقًا، مشيرًا إلى أن الجانب السوري خلال المحادثات مع الرئيس بوتين في موسكو أعرب عن استعداده لتعزيز التعاون مع روسيا.
وكالة الأنباء السورية (سانا) قالت إن لقاءات الجانبين تناولت سبل تطوير الشراكة العسكرية والتقنية، بما يعزز قدرات الجيش السوري الدفاعية، ويواكب التطورات الحديثة في الصناعات العسكرية، ولا سيما في مجالات تحديث العتاد العسكري، ونقل الخبرات الفنية والتقنية، والتعاون في مجالات البحث والتطوير.
وأضافت أن الرئيس بوتين أكد دعم روسيا الثابت لسوريا، وأهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها الكاملة، رافضًا أي مشاريع تهدف إلى تقسيم البلاد أو المساس بقرارها الوطني المستقل.
كما جدد موقف موسكو الرافض للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية، معتبرً إياها تهديدًا مباشرًا للاستقرار والأمن في المنطقة.
زيارة سابقة للشرع
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استقبل في العاصمة الروسية موسكو، الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في 15 من تشرين الأول الماضي.
وقال الرئيس الشرع خلال اجتماعه مع نظيره بوتين في الكرملين، إن سوريا الجديدة تعيد ربط العلاقات الاستراتيجية والسياسية مع الدول كافة، وعلى رأسها روسيا.
وأكد أن جزءًا من الغذاء السوري معتمد على الإنتاج الروسي، بالإضافة إلى أن الكثير من محطات الطاقة تعتمد على خبرات موسكو، حسبما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وشدد الشرع على أن “روسيا وسوريا تربطهما جسور تعاون جادة، بما في ذلك التعاون الاقتصادي”.
بينما أكد الرئيس الروسي بوتين، أن علاقات روسيا مع سوريا استرشدت دائمًا بمصالح الشعب السوري.
“لم تكن لدينا في روسيا أي علاقات مع سوريا مرتبطة بظروفنا السياسية أو مصالحنا الخاصة، على مدى هذه العقود، كان هدفنا دائمًا هو مصلحة الشعب السوري، بحسب تعبير بوتين.
وأضاف أن روسيا وسوريا تتمتعان بعلاقات خاصة منذ عقود عديدة، وأن العلاقات بين سوريا وروسيا كانت دائمًا “ودية” للغاية.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إن سوريا بحاجة إلى إعادة بناء بنيتها التحتية وروسيا قادرة على تقديم الدعم.
وأشار إلى أن روسيا وسوريا اتفقتا على عقد اجتماع للجنة حكومية دولية في المستقبل القريب، مضيفًا أن “مسائل الإمدادات الإنسانية” لسوريا نوقشت خلال المحادثات بين بوتين والشرع في الكرملين.
كما أكد نوفاك أن روسيا وسوريا ناقشتا التعاون في مجالات مختلفة بما فيها السياحة.
وأبدت دمشق اهتمامها بإمدادات القمح والأدوية الروسية، بينما أبدى المسؤول الروسي استعداد بلاده لمواصلة العمل في حقول النفط في سوريا.
وزير المالية السوري، محمد يسر برنية، قال في تصريح لوكالة “ريا نوفوستي” إن سوريا مستعدة لمنح روسيا “فرصًا هائلة” لدعم إعادة الإعمار.
وترتبط سوريا مع روسيا بعلاقة سياسية طويلة، تمتد إلى سبعينيات القرن الماضي، منذ عهد الاتحاد السوفييتي، التي عززها الرئيس الأسبق، حافظ الأسد، واستمرت هذه العلاقة إلى عهد الأسد الابن، وشكلت إحدى أبرز ركائز دعم نظامه.
وبعد سقوط النظام السوري السابق، تحولت العلاقة بين الإدارة السورية الجديدة، من الحرب إلى البرود، الذي طغى بداية على المشهد السياسي، وصولًا إلى محاولات تبحث عن تصفير المشكلات واستئناف العلاقات، وصولًا إلى زيارة الرئيس السوري، أحمد الشرع، إلى الكرملين.









0 تعليق