تبنت فصيل يطلق على نفسه اسم “سرايا أنصار السنة”، تفجير عبوات ناسفة داخل مسجد الإمام علي بن أبي طالب في مدينة حمص، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص على الأقل، بحسب السلطات السورية.
وأضاف الفصيل عبر حسابه على تطبيق “تلغرام”، اليوم الجمعة 26 كانون الأول، أنها فجرت العبوات بالتعاون مع مسلحين من جماعة أخرى، دون ذكرها على وجه التحديد.
وأشار إلى أن التفجير أدى إلى مقتل وإصابة 40 شخصًا من “النصيريين” ( الطائفة العلوية)، نافيًا أن يكون المسجد الذي وصفته في بيانها ب”المعبد”، تابعًا لأهل السنة والجماعة.
وأكد أن هجماته ستستمر في تزايد، وتطال جميع “الكفار والمرتدين، بحسب وصفها.
وكان تفجير وقع داخل مسجد “علي بن أبي طالب” في حي وادي الذهب بمدينة حمص، في أثناء أداء صلاة الجمعة اليوم، الجمعة 26 من كانون الأول.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مدير مديرية الإحالة والإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، نجيب النعسان، أن عدد القتلى ارتفع إلى ثمانية أشخاص و18 مصابًا في حصيلة غير نهائية.
مراسل قناة “الإخبارية السورية” الحكومية قال إن الانفجار وقع في أثناء صلاة الجمعة داخل المسجد، بالقرب من إحدى الزوايا التي تشهد ازدحامًا بالمصلين عادة، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا في الموقع.
كما ذكر مصدر أمني لـ”سانا”، أن التحقيقات الأولية تفيد بأن الانفجار ناجم عن عبوات ناسفة كانت مزروعة داخل المسجد.
من جهتها، أوضحت وزارة الداخلية أن الانفجار يُعد “عملًا إرهابيًا”، وتحركت وحدات الأمن الداخلي فور وقوع الحادث وفرضت طوقًا أمنيًا حول المسجد، فيما باشرت الجهات المختصة التحقيق وجمع الأدلة لملاحقة منفذي هذا الهجوم.
وأصدرت وزارة الداخلية بيانا قالت فيه، إن “انفجارا إرهابيا استهدف مسجد علي بن أبي طالب أثناء صلاة الجمعة في شارع الخضري بحي وادي الذهب بمدينة حمص، ما أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة”.
وأضاف البيان: “على الفور تحركت وحدات الأمن الداخلي إلى الموقع، وفرضت طوقا أمنيا حول المسجد، فيما باشرت الجهات المختصة التحقيق وجمع الأدلة لملاحقة مرتكبي هذا العمل الإجرامي”.
إدانات سورية ودولية
أدانت سوريا الجريمة الإرهابية بتفجير استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب في مدينة حمص أثناء صلاة الجمعة، والذي أسفر عن ارتقاء 8 أشخاص وإصابة 18 آخرين.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان اليوم، إن سوريا تؤكد أن هذا العمل الإجرامي الجبان يُشكل اعتداءً صارخاً على القيم الإنسانية والأخلاقية، ويأتي في سياق المحاولات اليائسة المتكررة لزعزعة الأمن والاستقرار وبث الفوضى بين أبناء الشعب السوري.
وجددت الوزارة التأكيد على موقف سوريا الثابت في مكافحة الإرهاب بكل أشكاله وصوره، مشددة أن مثل هذه الجرائم لن تثني الدولة السورية عن مواصلة جهودها في ترسيخ الأمن وحماية المواطنين ومحاسبة المتورطين في هذه الأعمال الإجرامية.
وتقدمت الوزارة بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى ذوي الضحايا، متمنية الشفاء العاجل للمصابين، ومؤكدة تضامنها الكامل مع ذوي الضحايا في هذا المصاب الأليم، سائلة الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.
كما أدانت السعودية ولبنان والأردن وتركيا وقطر والسلطة الفلسطينية “التفجير الإرهابي”، وعبرت جميع هذه الدول على رفضها ل “كافة أشكال العنف والإرهاب”، معربة عن تضمامنها الكامل مع سوريا في هذا الحادث الذي وصفته ب “الأليم”، معربين عن دعمهم لجهود الحكومة السورية في “مكافحة “الإرهاب”.
عملية سابقة
ادعى فصيل يطلق على نفسه اسم “سرايا أنصار السنة” تفجير كنيسة “مار إلياس” في منطقة الدويلعة بدمشق، على خلاف اتهام الحكومة السورية تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأسفر التفجير الانتحاري بالكنيسة، في 22 من حزيران، عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 63 آخرين في حصيلة غير نهائية، بحسب ما ذكرته وزارة الصحة السورية لوكالة الأنباء السورية (سانا).
وبعد يومين، أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على منفذي التفجير، وهم يتبعون لخلية لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك بناء على نتائج التحقيقات الأولية.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، قال إن متزعم الخلية التي قامت بتفجير الكنيسة شخص سوري الجنسية، يدعى محمد عبد الإله الجميلي، ويكنى بـ“أبو عماد الجميلي”.
وأوضح أن كشف هذه الخلية جاء عبر مقاطعة معلومات المصادر الميدانية بالأدلة التقنية المتوفرة، وبعدة عدة تحريات، تم إلقاء القبض على الانتحاري الآخر، ومتزعم الخلية، والذي اعترف بدوره على أربعة أوكار، تمت مداهمتها جميعًا، وإلقاء القبض على عناصر آخرين، وإحباط تفجير دراجة نارية كانت معدّة لاستهداف تجمعات مدنية ضمن العاصمة.
شكوك حول “أنصار السنة”
اختلفت الأوساط السياسية والعسكرية بتحليل البيان، بين نافٍ له ولوجود الفصيل، وبين من رأى أنه بيان صحيح تابع لفصيل له وجود وأثر في سوريا.
الباحث المتخصص في الفكر الإسلامي عباس شريفة، قال لعنب بلدي، إن فصيل “أنصار السنة” ليس حالة واقعية، ولا توجد له جذور في الحالة السلفية الجهادية.
ويرى أن ظهور بيان الفصيل بسياق تفجير كنيسة “مار إلياس”، يعود لإخفاء الفاعل الحقيقي، وإظهار فاعل متوهم أو متخيل، وهذا يسمى تعزيز “رجل القش”، الذي تتم مهاجمته بدلًا من الفاعل الحقيقي، وهنا يطرح البحث عن المستفيد من الحدث والمستثمر السياسي من الحدث.
أما فيما يتعلق بتأكيد وجود الفصيل أو نفيه، فيعتقد أن تأكيد وجود هذا الفصيل مسألة تحتاج لبحث، وحتى الآن لا توجد مؤشرات على نفي هذا الفصيل أو وجوده.
وشرح أن بعض المحللين يؤيدون وجود الفصيل، وآخرون ينفونه، وهناك مؤشرات تضعف رواية الإثبات، وما ذكره المحللون أن كل البيانات كتابية وغير مصورة، ولا أرشيف لهذا الفصيل، خصوصًا أن الدولة السورية لديها رواية تورط تنظيم “الدولة” بالتفجير، وهناك اعترافات لمن قبض عليهم.
“تعد هذه الوثائق ملموسة، وقرائن مادية موجودة، تثبت أن التنظيم هو الفاعل، ودومًا يجب إرجاح القرائن الملموسة والأدلة المادية على الأدلة الافتراضية”، بحسب ما أضافه شريفة.
ويرجح أن نفي وجود الفصيل، يدل على نفي وجود علاقة هذا الفصيل بتنظيم “الدولة”، مشيرًا إلى أن التنظيم من قام بالتفجير، من خلال الخلايا النائمة، وما يملك من عناصر في المناطق.












0 تعليق